يعرف قسم الاستعجالات بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة اقبالا متزايدا للاشخاص المصابين بالانفلونزا الموسمية وهو ما يعكس تخوفهم من تفاقم وضعهم خاصة بعد تسجيل حالات وفيات بسبب هذا الداء، حسبما اكده اليوم الاثنين مصدر طبي من المصلحة لم يكشف عن هويته. ويفضل المرضى الذين يتعرضون لنزلات برد حتى و ان لم تكن حادة التقرب الى مصلحة الاستعجالات لتشخيص حالاتهم بالرغم من انها لا تستدعي ذلك و يمكن التكفل بها في نطاق البيت العائلي من خلال اتباع بعض التعليمات و النصائح المعتادة ، كما اضاف المصدر. وتشهد المصلحة منذ منتصف شهر يناير المنصرم اقبالا متزايدا للمرضى المصابين بالانفلونزا الموسمية --حسب المصدر-- و الذين يصرون على معاينتهم من قبل اطباء مختصين رافضين تماما فكرة التوجه نحو العيادات الطبية الجوارية وهو ما خلق ضغطا جديدا و اضافيا على هذا القسم . واشار نفس المتحدث الى ان بعض المرضى من الذين تم الكشف عنهم و تشخيص اصابتهم بالانفلونزا الموسمية الحادة لم يكشف عن عددهم "ما زالوا تحت الرقابة الطبية بالمصلحة". وأوضح المصدر الطبي أنه يمكن لاطباء العيادات الجوارية توجيه المرضى الى المصالح الاستشفائية في حال لزم الامر ذلك حيث أن توجه المصابين في مرحلة اولى الى تلك العيادات -كما قال-من شانه "التخفيف من الضغط" الحاصل على قسم الاستعجالات الذي يستقبل اعدادا كبيرة من المرضى بصفة مستمرة. وبقاعة الانتظار التابعة للمصلحة لوحظ وجود عدد من كبار السن الذين فضلوا بدورهم التقرب من المستشفى للكشف عن حالتهم و قد قام غالبيتهم بتغطية وجوههم لعدم نقل العدوى الى الغير . من جهتهم لجا اعوان الامن لدى مدخل المصلحة و كافة العاملين بها من اطباء و ممرضين و اعوان الشبه طبي الى الاجراء نفسه من خلال لبس اقنعة الوقاية، وهو ما قال بخصوصه المصدر انه "امر احترازي" فان كانت غالبية الحالات التي تصل المستشفى ليست سوى نزلات برد عادية فانه توجد حالات الانفلونزا الموسمية الحادة و المعدية. وذكر ان النصائح التي توجه للمواطنين في مثل هذه الحالات هي ضرورة توخي الحذر لدى الدخول او الخروج من الاماكن المغلقة لاسيما عند تدني درجات الحرارة. تجدر الاشارة ان مديرية الصحة و السكان لولاية الجزائر كانت قد سجلت 13 حالة وفاة بسبب الانفلونزا الموسمية في الفترة الممتدة من 1 إلى 26 يناير. و قد تم خلال تلك الفترة قبول 41 شخصا بالمستشفيات، اثر تعرضهم ل "ضيق حاد في التنفس". وتلقى 21 شخصا من مجموع 41 شخص الذين تم قبولهم على مستوى الهيئات الاستشفائية لولاية الجزائر العلاج و عادوا إلى منازلهم علما ان الضحايا المتوفين يوجد من بينهم أشخاص مسنون و آخرون يعانون من أمراض مزمنة و امرأتين حاملتين توفيتا مباشرة بعد الولادة. و تراوحت اعمار الأشخاص المتوفين بين 27 و99 سنة كانوا يعانون من أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب و غيرها. و تدعو مديرية الصحة و السكان المواطنين بالحاح سيما الأشخاص الذين يعانون من هشاشة طبية (المصابون بأمراض مزمنة و المسنون و النساء الحوامل و الأطفال الصغار) إلى التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية التي يمكن أن تؤدي مضاعفاتها إلى الوفاة. وقد انطلقت حملة التلقيح ضد الانفلونزا في 15 اكتوبر 2014 و تتواصل إلى غاية 15 مارس المقبل على مستوى الهياكل الصحية علما ان الولاية استفادت في إطار هذه الحملة من 49.260 جرعة تلقيح.