توفي الملك بيهنزن ملك مملكة الداهومي سابقا و المعروفة حاليا بدولة البنين منذ ما يزيد عن القرن بإقامته الجبرية بالبليدة و ذلك بعدما قامت السلطات الفرنسية بنفيه إلى الجزائر خلال القرن الثامن عشر. و لا يزال القصر المتواجد بحي الدويرات العريق بقلب مدينة البليدة الذي زاره الرئيس البنيني توماس بوني يايي صباح اليوم الثلاثاء والذي شرع يوم أمس في زيارة دولة إلى الجزائر بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شاهدا حيا على مرور هذه الشخصية التاريخية بولاية البليدة حيث شكل آنذاك الإقامة الجبرية التي أقام فيها الملك فترة من الزمن إلى غاية وفاته في 10 ديسمبر 1906 لتنقل رفاته بعد ذلك إلى بلاده سنة 1928 . و حسب ما وقفت عليه "وأج" بعين المكان و استنادا لروايات الجيران، فإن القصر الذي يتربع على مساحة تزيد عن الهكتار و نصف ما تزال أبوابه مقوسة و أشجار الصنوبر و التين الهندي و الكروم متدلية على أسواره المرتفعة كما أكد هؤلاء أن المكان يحوي على مزرعة في شكل غابة تضم مختلف الأشجار . وقد شكل القصر محطة زيارة العديد من البعثات الرسمية من دولة البنين الذين يقصدون المكان لزيارته. و كانت آخر زيارة لأحد أفراد عائلته سنة 2009 بمناسبة المهرجان الإفريقي الذي احتضنه الجزائر آنذاك و الذي عرف مشاركة قوية من مختلف بلدان القارة السمراء حيث انبهر هؤلاء و كذا الوفد الإعلامي لدولة البنين المكلف بتغطية هذا الحدث بصور ملكهم "المقدس" رفقة عائلته بقصره في الديورات حيث عرضت ضمن نشاطات المهرجان. ويعد الملك بهنزن كونودو الملك الحادي عشر لداهومي بعد أن توج أميرا سنة 1890 بعد وفاة والده الملك دا-دا قلي-قلي كيني- كيني ليستمر في الحكم إلى غاية 15 يناير 1894 تاريخ استسلامه بعد مقاومة شرسة للاستعمار الفرنسي دامت أكثر من سنتين لينفى بعدها إلى جزيرة المارتنيك في 30 مارس من سنة 1894 رفقة عائلته و حاشيته حيث أقام بحصن تارتنسن ثم إلى البليدة أين توفي بها في ال10 ديسمبر 1906. و كانت تحظى هذه الشخصية السياسية بشعبية كبيرة بين مواطنيها حيث كان يطلق عليها عدة ألقاب على غرار "سيد العالم" و "حامل و موزع الأملاك" و غيرها.