شكل الإعداد لمشروع توأمة وشراكة في عدة مجالات محور لقاء تمهيدي عقد يوم الثلاثاء ببلدية الطالب العربي الحدودية (80 كلم شرق عاصمة ولاية الوادي) بين والي الوادي (الجزائر) ووالي توزر (تونس). ويندرج هذا اللقاء في إطار تجسيد توجيهات وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز التي وجهها بمناسبة إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف والتي تدعو إلى فتح قنوات الشراكة في كل المجالات بين البلدين الشقيقين لما يتميزان به من بعد تاريخي واجتماعي وثقافي مشترك كما أوضح والي الوادي صالح العفاني في كلمة ترحيبية ألقاها أمام الوفد التونسي. ومن جهته أبرز والي توزر محمد المنصوري أهمية تفعيل الإستراتيجية التنموية المشتركة بين الولايتين الحدوديتين والتي اعتبرها ضرورة "حتمية" يفرضها مبدأ الجوار الجغرافي و تجسد الإرادة السياسية للبلدين. ولتشخيص مجالات التعاون والشراكة المتاحة بين الولايتين الحدوديتين أنشئت ثلاث ورشات عمل تقنية خلال هذا اللقاء حيث تعنى الأولى بالشؤون الإجتماعية وبدراسة إمكانية التبادلات الثقافية والسياحية والصحية والرياضية والتكوين في كافة المجالات. ودرست الورشة الثانية مجال الشؤون الإقتصادية والصناعة والتنمية ومدى فرص تجسيد الشراكة في التبادلات التجارية والخبرات فيما يتعلق بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. أما الورشة الثالثة فقد خصصت لمجال الفلاحة من خلال بحث إمكانية وسبل الإستثمار الفلاحي بين الولايتين. وتمت المصادقة في ختام هذا اللقاء التمهيدي على عمل واقتراحات الورشات التقنية الثلاث الذي ارتكز على تدعيم مستوى التبادل المشترك بين الولايتين الحدوديتين في كل المجالات المقترحة للتعاون والشراكة سيما منها الفلاحة و التجارة و الثقافة و الصحة و السياحة. وركز المشاركون في هذه الورشات التقنية أيضا على تفعيل مبدأ تبادل الخبرات العلمية والتقنية من خلال تكوين مشترك ضمن ملتقيات وتظاهرات وأنشطة علمية مشتركة لاسيما في المجال الفلاحي. كما احتل موضوع الإستثمار السياحي حيزا كبيرا من فضاءات النقاش المفتوحة ضمن هذه الورشات باعتبار هذا النوع من الإستثمار موردا في غاية الأهمية من جانب أنه يحقق إيرادات هامة حيث تم التركيز في هذا الشأن على إمكانية الإستفادة من التجربة التونسية.