تعرضت ثلاثة مواقع حيوية بمدينة القبة شرق ليبيا اليوم الجمعة لعدة انفجارات خلفت 45 شخصا وتبناها تنظيم "داعش" الارهابي والتي تاتي في وقت لازالت فيه البلاد تعمل من أجل حلحلة وضعها السياسي وانهاء حالة الانقسام حتى تتفرغ لاعادة بناء مؤسسات الدولة. واستهدفت الانفجارات التي وقعت بالتزامن ونفذت بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون مديرية أمن مدينة القبة (30 كلم غرب درنة) ومحطة توزيع للوقود إضافة إلى منزل رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح. وحسب وزيرالصحة الليبي رضا العوكلي فان 45 شخصا قتلوا جراء الانفجارات مشيرا الى اجانب 70 مصاب . واعتبر العوكلي أن "ما يجري في القبة يعد بمثابة عقاب جماعي لأهلها لرفضهم السماح لعناصر تنظيم (داعش) الإرهابي بالمرور عبر مدينتهم والاستيلاء على مطار الأبرق الاستراتيجي. وقد تبنى الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسمي نفسه ب"ولاية برقة" هذه الهجمات. الحكومة الليبية تتوعد برد قوي على داعش واكدت الحكومة المؤقتة الليبية اليوم وهي تعلن الحداد لسبعة أيام على ضحايا التفجيرات الإرهابية ان هذا العمل "اليائس والجبان سيزيدنا إصرارا على اجتثاث الإرهاب من ليبيا ودول الجوار والمنطقة" مؤكدة أن الجيش الليبي "سيرد بكل قوة من خلال تكثيف عملياته ضد أوكار داعش في ليبيا". وحسب ما اوردته قناة "سكاي نيوز" الإخبارية مساء اليوم فأن الطيران الحربي الليبي قصف مواقع تابعة لتنظيم "داعش" الارهابي غربي مدينة درنة. ولازالت حيثيات ها التطور ونتائج القصف غير معروفة. بدوره أدان رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب عقيلة صالح هذه الاعتداءات وقال انها "ردة فعل" على عمليات القصف التي استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" المتطرف في مدينة درنة. واعلن عقيلة صالح الحداد لمدة 7 أيام على أرواح القتلى مؤكدا أن مثل هذه العمليات" لا تزيد الشعب الليبي الا إصرارا على محاربة الإرهاب " ورأى أن تفجير اليوم جاء ردا على "ما تم فى درنة من نجاحات لشباب القبة الذين يقومون بمحاصرة مدينة درنة ومن يتواجد بها من إرهابيين وتنظيم داعش" مؤكدا أن مثل هذه العمليات سيزيد من إصرار الشعب على مواصلة المشوار والعمل على منع هذه العمليات الإجرامية التى لا ترتبط بالدين الإسلامي بشىء. كما اتهم الذين يحملون السلاح ويحاربون الشعب الليبي ب"إعاقة هذا مسعىالحوار والمصالح باليبيا " وشدد في هذا المنحى على ترحيب مجلس النواب بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال إن الحوار والمصالحة في ليبيا "أمر مرحب به في مجلس النواب والعقلاء والحكماء الذين يرجحون مصلحة البلاد لا يعترضون على ذلك لكن هناك تشكيلات خارجة عن القانون ومجموعات إرهابية لا تريد الاستقرار للبلد". يشار الى ان جولة جديدة من الحوار بين الاطراف الليبية ستعقد فى غضون الاسبوع المقبل قال عنها عضو مجلس النواب الليبي "البرلمان" فتحي باشاغا انها جولة مهمة تتمثل أهميتها بانهاء حالة الانقسام والاستباحة. ووصف النائب هذه الجولة بأنها "الجولة الاخيرة والحاسمة التى ستقرر مصير الحوار ومسار الازمة في ليبيا " مرجحا أن تعقد الاحد أوالاثنين المقبلين على شكل نقاشات غير مباشرة بين الاطراف المشاركة فى الحوار. من جانبه وافق المؤتمر الوطني المنتهية ولايته فى جلسة له اليوم بالعاصمة طرابلس على عقد جلسة جديدة من الحوار على أن تكون الاثنين المقبل. تجدر الاشارة هنا الى ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اكد امس الخميس على أهمية إيجاد حل سياسي للصراع في ليبيا وتوحيد كافة الجهود المبذولة لحل هذا الصراع تحت إشراف ممثل الأممالمتحدة. ودعا العربي خلال لقاء جمعه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الخميس على هامش قمة واشنطن حول "مكافحة عنف التطرف" الى "اهمية تشجيع أطراف الصراع على الحوار الجاد والتوصل إلى توافق سياسي يكفل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة وإعادة الحياة الطبيعية في ليبيا وإعادة بناء مؤسسات الدولة والعمل على إنهاء الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره". دعوات لتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء الوضع الخطير في ليبيا وامام هذا التطور الامني الخطير وجهت الحكومة المؤقتة الليبية اليوم دعوة ب"ضرورة رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي من قبل مجلس الأمن الدولي وجددت مطالبتها المجتمع الدولي ب"تحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية وخاصة تلك الدول التي دعمت الإرهاب بصمتها". يشار الى ان مجموعات مسلحة تنسب تبعيتها لتنظيم داعش الارهابى سيطرت على مدينة سرت الساحلية مسقط رأس العقيد معمر القذافى بالكامل وأوقفت مظاهر الحياة وقامت بنشر أسلحتها فى مواقع حيوية بالمدينة. دوليا اعربت مصر اليوم عن إدانتها "البالغة وبأشد وأقسى العبارات" لسلسلة الانفجارات التي هزت في وقت متزامن صباح اليوم ثلاثة مواقع حيوية في مدينة القبة بشرقي ليبيا وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة آخرين. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي "دعم مصر للحكومة الشرعية في ليبيا في مواجهة الإرهاب وأهمية تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته إزاء الوضع الخطير في ليبيا الذي بات يهدد السلم والأمن الدوليين". من جانها ذكرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فدريكا موغيريني أنها عقدت لقاء على هامش قمة مكافحة الإرهاب في واشنطن مع مسؤولين عن الأممالمتحدة والولايات المتحدة ومصر لبحث الموقف في ليبيا . وقالت في بيانها ان جميع المشاركين في اللقاء أكدوا دعمهم الراسخ لدور ممثل الأممالمتحدة في ليبيا برناردينو ليون لتشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون المجموعة الدولية مستعدة لمساندتها في الحرب ضد داعش الإرهابي والتزم الجميع بالحفاظ على تنسيق وثيق لتحديد الخطوات المقبلة.