ناشدت السلطات الليبية المجتمع الدولي لتقديم الدعم لها من أجل مواجهة خطر تنظيم "داعش" الإرهابي ووضع حد لأعمال العنف التي تشهدها البلاد وإعادة الاستقرار لها بعيدا عن أي تدخل عسكري من شأنه أن يزيد الأوضاع تأزما. فقد دعا رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني المجتمع الدولي الليلة الماضية إلى "الوقوف وقفة جادة مع الشعب الليبي في حربه ضد الإرهاب، من خلال رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي ودعمه لوجستيا وعسكريا حتى يتمكن من محاربة الإرهاب والقضاء عليه والتفرغ إلى التنمية والبناء". وشدد على ضرورة دعم الجيش الذي "يتصدى وحيدا لعجرفة التنظيمات المسلحة التي تعمل على تحقيقي وفرض أجنداتها بقوة السلاح". وبدوره طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح - على خلفية حادث اغتيال الرعايا المصريين ذبحا على يد (داعش) في ليبيا- المجتمع الدولي بتسيلح الجيش الليبي "حتى يتسنى له محاربة التنظيمات المتطرفة الموجودة على الأراضي الليبية"، معتبرا أن "المجتمع الدولي تخلى عن الجيش الوطني الليبي من خلال توفير السلاح اللازم له وهو ما قوى التشكيلات المتطرفة في ليبيا" محملا المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية مسؤولية الاعتداء على المنشآت الحيوية وحقول النفط داخل الأراضي الليبية. ومن أجل مواجهة التطورات الأمنية الخطيرة في ليبيا استحدث مجلس النواب الليبي أمس منصب القائد العام للجيش الليبي وحسب الناطق باسم المجلس فرج بوهاشم فإن "الجهات القانونية ستبدأ بإعداد قانون يوضح المهام الرئيسية والاختصاصات لمن يشغل المنصب وسيتم تعيين من يشغل المنصب بعد إصدار القانون". كما أصر المجلس قرار إقالة مدير عام جهاز المخابرات الليبية سالم الحاسي عقب مقتل الرهائن المصريين وتم فتح باب الترشح للمنصب. وأقدم إرهابيوا تنظيم داعش أول أمس الأحد على قتل 21 رعية مصرية مسيحية ذبحا كانوا قد اختطفوا بمدينة سرت الليبية نهاية ديسمبر وبداية يناير الماضيين. ولاقت الجريمة إدانة دولية واسعة ودعوات مكثفة لوضع حد لتقدم هذا التنظيم الإرهابي "المجرد من الإنسانية". - تنسيق مصري - ليبي للرد على عدوان داعش تنسق السلطات الليبية منذ اعلان داعش عن "إعدام" الرهائن المصريين من أجل الرد بيد من حديد على وحشية جرائم التنظيم الإرهابي الذي بات يهدد أمن المنطقة والعالم ككل. وأكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني أن بلاده تنسق بشكل كامل مع مصر في مواجهة داعش رافضا دخول "أية قوات برية أجنبية إلى ليبيا". وحمل الثني المجتمع الدولي مسؤولية مقتل الرعايا المصريين كون أن بلاده حذرت كثيرا من تنامي وجود داعش في ليبيا غير أن المجتمع اختار محاربته في سوريا والعراق متجاهلا انتشاره في ليبيا. ومن جهته اعلن المتحدث الرسمي لعملية "كرامة ليبيا" التابعة للحكومة الليبية محمد حجازي ان "سلاح الجو المصرى بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات الليبية الموالية للحكومة استهدف مواقع لتنظيم داعش أمس ومنها مراكز عمليات وتجمعات ومقرات إقامة للعناصر الإرهابية وخاصة العناصر الأجنبية في درنة وسرت الوسطى"ث. وكانت القوات المصرية بدعم من سلاح الجو الليبي قد نفذت أمس ضربات لمواقع تنظيم داعش في ليبيا "ثأرا لمقتل الرعايا المصريين" ألحقت خسائر كبيرة في صفوف التنظيم. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -عقب وقوع الجريمة - أن بلاده "تحتفظ لنفسها بحق الرد والتوقيت المناسب للقصاص من قتلة المصريين في ليبيا" وشددت السلطات المصررية على أن ميثاق الأممالمتحدة "يتيح لمصر حق الرد على أي تعدي على حياة مواطنيها بالصورة التي نراها مناسبة". ودعا السيسي منظمة الأممالمتحدة لاصدار قرار يسمح بتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا وأنه "ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك" معتبرا أن الحرب التي قادتها فرنسا في ليبيا ضمن ائتلاف دولي للاطاحة بنظام معمر القذافي السابق "مهمة لم تنته بعد" وأن "العالم تخلى عن الشعب الليبي وتركه أسير ميليشيات متطرفة". - الجزائر تجدد دعوتها لبذل مزيد من الجهود لتشجيع الحوار بين الليبيين جددت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة دعوتها ل"بذل المزيد من الجهود لتشجيع الليبيين على الحوار" على خلفية العملية الإرهابية التي قام بها التنظيم الإرهابي بحق الرعايا المصريين. وأكد لعمامرة امس الاثنين على ضرورة "تشجيع الليبيين على التعامل مع الجهود المبذولة سواء من طرف الجزائر أو الأممالمتحدة وغيرها من أجل إيقاف دوامة العنف والوصول إلى الحل السلمي المنشود" مذكرا بالمناسبة بموقف الجزائر الداعي للحوار واحترام سيادة ليبيا وتعزيز المؤسسات الليبية بمصالحة وطنية والمدين لكافة أشكال الإرهاب. وفي إطار مساعيها المكثفة للدفع بالأشقاء الليبيين لاعادة الأمن والاستقرار لبلاده تؤكد الجزائر في أكثر من مناسبة على ضرورة تغليب الحل السياسي للأزمة التي تمر بها ليبيا بعيدا عن أي تدخل عسكري من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا. وذكرت الجزائر بموقفها الثابت الرافض للإرهاب بكل صوره و أشكاله منددة بالمجزرة "الشنيعة" التي اقترفها التنظيم الإرهابي داعش في حق الرعايا المصريين الأبرياء. وجددت دعوتها للمجتمع الدولي برمته وبمختلف مكوناته الفاعلة لتنسيق الجهود للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة و وضع حد لسلسلة الجرائم الوحشية التي تدل على تنصل و تجرد مرتكبيها من كل صفات الإنسانية. وشددت الجزائر التزامها على مواصلة المساعي مع دول الجوار و الفاعلين الدوليين قصد التوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا بما يضمن عودة الأمن والاستقرار لربوع هذا البلد الشقيق وبناء دولة مؤسسات قوية وقادرة على رفع كل التحديات بما في ذلك إستئصال الإرهاب و القضاء على كل مظاهر التطرف.