أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة أن التحولات السياسية التي عرفتها بعض البلدان العربية عقب "ما زعم انه ربيع عربي" كانت وراء حالة اللااستقرار التي تعيشها كما وفرت "مناخا ملائما" لانتشار وتنامي الجماعات الارهابية. وقال السيد بلعيز في كلمة له بمناسبة افتتاح اشغال الدورة ال32 لمجلس وزراء الداخلية العرب بأن "التحولات السياسية العميقة التي عرفتها بعض البلدان العربية بعد ما زعم أنه ربيع عربي و ما نتج عنها من خلافات داخلية أججت الصراعات وأسفرت عن حالة من اللااستقرار". وأضاف بأن هذا الوضع "وفر المناخ الملائم لانتشار وتنامي الجماعات الارهابية بمختلف اشكالها وتسمياتها". وأشار في هذا الشأن إلى أن "ما أطلق عليه بالربيع العربي وما شهدته بعض البلدان من أحداث كان نتيجة لوضع سياسي واجتماعي واقتصادي داخلي دفع شعوب هذه الدول إلى التعبير عن مطالب شرعية ارتبطت بتحقيق الديمقراطية وإرساء دولة القانون". "كما ارتبطت ايضا بأوضاع اقتصادية واجتماعية ميزها ارتفاع البطالة وغلاء المعيشة و تفشي مظاهر الفقر وتردي الخدمات الحيوية كالصحة و التعليم مما ولد حالة من الإحباط والتذمر لدى الشعوب وخاصة لدى فئة الشباب" كما أضاف الوزير. وتابع السيد بلعيز بأنه إضافة إلى هذه الاسباب "لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبته بعض الاطراف في اثارة الأوضاع وتفاقمها لتحقيق مآربها في تشتيت الدول العربية و زرع الفوضى بين أبنائها وتحقيق أجندة جيوسياسية مبيتة تجعل من بلداننا مخبرا لتجارب مشبوهة تهدف الى بسط النفوذ والهيمنة على اقاليم وثروات البلدان العربية". وإعتبر وزير الداخلية بان هذا الوضع "شكل فرصة سانحة امام قوى التعصب و التطرف لبث سمومها بالترويج لأفكارها الضالة بين شبابنا وتنفيذ أعمالها الارهابية". من جهة أخرى، ذكر السيد بلعيز بما عاشته الجزائر خلال فترة التسعينات من القرن الماضي من تهديد ارهابي "كابدته لوحدها طيلة ما يربو عن 10 سنوات". وتابع في هذا الشأن بأن تلك التجربة "تبين حرص الجزائر الدائم على التعاون و التنسيق في مجال مكافحة الارهاب والاجرام"، مبرزا عمل الجزائر على "مواجهة كل التحديات التي فرضها الارهاب الدموي بالعمل المستمر على دعم اجهزتها الأمنية وتطويرها ضمن خطط عملياتية منسقة بين كل المصالح الامنية (...) اضافة الى إشراك المواطن في المعادلة الأمنية بتعزيز علاقات الثقة بينه وبين رجل الامن". كما تطرق السيد بلعيز الى القوانين التي سنتها الجزائر في سبيل اعادة استتباب الامن والسلم توجت بميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.