شكلت الآفاق الواعدة لاستغلال طاقة الرياح في الجزائر و المدرجة ضمن البرنامج الوطني الجديد للطاقات المتجددة موضوع لقاء دراسي نظم يوم الثلاثاء بأدرار بمشاركة خبراء و باحثين و جامعيين. و يهدف اللقاء الذي نظم بوحدة تطوير البحث في الطاقات المتجددة بالوسط الصحراوي بأدرار و المندرج ضمن سلسلة اللقاءات الدراسية حول مختلف الطاقات البديلة إلى التعريف بالإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة التي تدرج في مخططاتها استغلال طاقة الرياح إلى جانب الطاقات البديلة الأخرى و سبل تطوير أنظمتها حسبما أوضح المدير العام لمركز تنمية الطاقات المتجددة البروفيسور نور الدين ياسع. و أشار المتحدث إلى أن اختيار موضوع طاقة الرياح يرجع إلى ما تزخر به ولاية أدرار من قدرات هائلة في استغلال هذه الطاقة إلى جانب الطاقة الشمسية مما جعل منها قطبا بامتياز في هذين المجالين من الطاقات المتجددة . وتتوفر ولاية أدرار على 3.000 ساعة من الشمس في السنة و مناطقها تشهد تيارات هوائية قوية و هو ما أهلها لإنجاز أول محطة لتوليد الطاقة عن طريق الرياح بمنطقة كابرتن بقوة 10 ميغاواط يضيف نفس المسؤول . و في السياق ذاته أوضح السيد ياسع أن المسعى من هذه اللقاءات هو مواكبة الديناميكية التي يشهدها هذا المجال من خلال المشاريع الميدانية الواعدة التي شرعت في تجسيدها شركة الطاقات المتجددة كما هو الأمر بولاية أدرار التي تشهد إنجاز ست (6) محطات لاستغلال الطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تفوق 50 ميغاواط منها محطة قيد الإنجاز بعاصمة الولاية بقوة 20 ميغاواط . وأكد على ضرورة تثمين هذه المشاريع من طرف الطلبة و الباحثين و جعلها بمثابة مختبرات تجريبية لربط الجانب النظري بمثيله التطبيقي. و قد أبرم مركز تنمية الطاقات المتجددة عدة إتفاقيات وطنية و دولية مع عدة قطاعات و جامعات و معاهد دولية لتطوير استغلال الطاقات المتجددة على غرار الإتفاقية التي أبرمت مع وزارة تهيئة الإقليم و البيئة متعلقة بتثمين النفايات العضوية . وقد أحصت ذات الوزارة ما يفوق 18 مليون طن خلال السنة الماضية بإمكانها إنتاج 750 مليون متر مكعب من الوقود الحيوي ذي الإستعمالات المتعددة حيث يجري العمل في الأفق على إنجاز محطة نموذجية لاستغلال هذه الطاقة كما أشار ذات المتحدث. و خلال اللقاء الذي عرف حضورا واسعا للخبراء و الباحثين و الأكاديميين و الطلبة من جامعات أدرار و بشار و تمنراست تم استعرض الصيغة الجديدة للبرنامج الوطني للطاقات المتجددة من طرف ممثلين عن لجنة ضبط الكهرباء و الغاز و شركة الكهرباء و الطاقات المتجددة و الذي يشمل أزيد من 70 مشروعا في مختلف مجالات الطاقات المتجددة منها سبعة (7 ) مشاريع متعلقة بإنجاز محطات لطاقة الرياح بقوة إجمالية تفوق 200 ميغاواط على مساحة تتجاوز 420 هكتار بعدة جهات من الوطن. و في هذا الجانب تمت الدعوة من طرف المتدخلين إلى ضرورة توطين الطاقات المتجددة بالجزائر خاصة في ظل توفر كل العوامل الضرورية لإنتاج مستلزماتها العلمية و المادية. كما أشير إلى إصدار أول أطلس جزائري خاص بالطاقة الشمسية و متوفر عبر البوابة الإلكترونية لمركز تنمية الطاقات المتجددة تم إعداده من طرف باحثين جزائريين إضافة إلى عدد من الخرائط التي تبرز المواقع الملائمة لاستغلال طاقة الرياح في الجزائر. و على هامش اللقاء نظم معرض تضمن ملصقات و صور حول الأبحاث العلمية التي أنجزت في مجال استخدام الطاقات المتجددة خاصة طاقة الرياح و استعراض المعدات المستخدمة في استغلالها إلى جانب إبراز آفاق استغلال هذه الطاقة في مختلف المجالات الحيوية كالفلاحة و الإستخدامات المنزلية المتعددة و التي بمقدورها التخفيف من حدة الطلب على الطاقة التقليدية .