لا تزال رسكلة الزيوت الصناعية المستعملة سواء في مجال الصناعة أو النقل نشاطا غير مستغلا في الجزائر وهذا في ظل غياب وحدات مختصة في معالجة هذه النفايات. ووفقا لارقام وزارة التهيئة العمرانية والبيئة فإنه يتم استعمال أكثر من 180 الف طن من زيوت التشحيم سنويا في قطاعي النقل والصناعة مما ينتج عنه حوالي 90 الف طن من الزيوت المستعملة أي 50% من الحجم الاجمالي لزيوت التشحيم. وتتضمن هذه النفايات 72 الف طن من زيوت المحركات ( زيوت سوداء) إلى جانب 18 الف طن من الزيوت الصناعية (زيوت فاتحة). وبالرغم من من اهمية حجم الزيوت المستخدمة المتزايد من عام إلى آخر بالنظر إلى توسع حظيرة السيارات الوطنية فإن إعادة تدوير هذه النفايات تبقى نشاطا ضعيفا في البلاد ينحصر في جمع هذه الزيوت قصد تصديرها كمادة خام حسبما أفاد به لوأج مهنيو هذه الشعبة. وتمر عملية إعادة تدوير الزيوت المستعملة بعدة مراحل بدءا بالجمع ثم المعالجة من خلال طريقتي التجديد (أو إعادة التكرير) والتثمين. ويتم خلال عملية التجديد إعادة تصنيع الزيت المستخدمة بنفس مقومات الزيت الجديدة باتسخدام تجهيزات تعد بمثابة مصانع تكرير مصغرة. واما الطريقة الثانية والمتعلقة ب"الثمين" فهي تتضمن احراق هذه النفايات من أجل استخدامها كوقود في مصانع الاسمنت أو مراكز احراق النفايات الصناعية الخاصة. و في الجزائر فان العملية تقتصر على نشاط الجمع من طرف بعض الجامعين المعتمدين من طرف وزراة البيئة التي لم تتوصل هي الأخرى الى جمع كل النفايات المتولدة تقول السيدة منيرة رحلي مستشارة لدى المركز الوطني للتكنولوجيات الانتاج الانظف الذي يدير مشروع تجريبي لتسيير زيوت المحركات المستعملة في الجزائر. وأوضحت أن هؤلاء الجامعين يتشكلون من مؤسسات صغيرة ومتوسطة خاصة بوسائل "ضعيفة" الى جانب مجمع نافطال والذي يمارس النشاط منذ 1986. وحسب فضيل بوشامة مدير بنفطال فان المؤسسة استطاعت منذ هذا التاريخ جمع 250.000 طن من الزيوت ما يمثل نحو 20 الى 25% من الكميات المتولدة سنويا. وقال السيد بوشامة انه عادة ما يتم تخزين هذه الكميات لتصديرها نحو بلدان اوروبية أين يتم معالجتها في وحدات التجديد ليتم وضعها مرة ثانية في أسواق هذه الدول. ويضيف ذات المسؤول أنه تم اختيار تصدير هذه الزيوت على حالتها الخام بسبب غياب مرافق اعادة الرسكلة في الجزائر. وبحسبه فإن غياب وحدات اعادة الرسكلة في الجزائر تفسر بحجم الاسثمار "الكبير" الواجب توفيره لانشاء مثل هذه الوحدات. ويشاطر هذا الرأي السيد هشام خطراوي مسير شركة "أج-لوب" المتخصصة في جمع النفايات مقدرا تكاليف تركيب وحدة التجديد الواحدة بين 2 و10 مليون دولار ما يعد استثمارا كبيرا بالنسبة للخواص. وبحسب دراسة أجرتها وزارة المكلفة بالبيئة فان اعادة رسكلة النفايات تستطيع جلب مداخيل بحوالي 300 مليون يورو سنويا.