أكد المشاركون في ختام أشغال الورشة الخاصة بمناقشة سبل تثمين زيوت المحركات المستعملة يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على ضرورة التكفل بالجانبين البيئي والصحي "من خلال تثمين ومعالجة و رسكلة هذه الزيوت وتفادي رميها في المحيط الطبيعي". ويرى المشاركون في أشغال هذه الورشة أن التكفل "الأنجع" بتسيير هذه النفايات الخطيرة "لايتوقف على نقلها وجمعها فقط بل يستدعي ذلك ايضا التفكير في رسكلتها ومعالجتها وتثمينها لجعلها قيمة صناعية مضافة". وفي هذا الاطار قدم ممثل مؤسسة "نفطال" فوضيل بوشامة تجربة هذه المؤسسة في مجال جمع ونقل هذه الزيوت المستعملة في المحركات التي شرع فيها منذ سنة 1986. وقال السيد بوشامة أن الهدف الاساسي من جمع ونقل هذه الزيوت التي تعد "نفايات خطيرة" هو حماية البيئة وصحة المواطنين من خلال تفادي رميها في المناطق الساحلية والوديان وكذا في الاراضي الصالحة للزراعة. وشدد على وجوب البحث عن السبل الكفيلة بتسيير هذه النفايات من خلال اقتراح حلول عملية للنهوض بطريقة تثمينها في الجزائر بدل تصديرها نحو الخارج, مقدرا نسبة الزيوت التي تتكفل نفطال بجمعها ب25 بالمئة من ضمن أكثر من 180 الف طن تستهلك سنويا في الجزائر . من جانبه, عرض مسير مؤسسة خاصة في جمع ونقل الزيوت المستعملة هشام خرشاوي تجربة مؤسسته التي انشئت في 2013 في جمع نقل الزيوت, معتبرا هذه الزيوت "السبب الرئيسي في تلوث المياه والمحيط البيئي". وقال السيد خرشاوي أن الهدف الرئيسي لمؤسسته هو الحفاظ على البيئة وحماية التنوع البيلولوجي وصحة المواطنين, مشددا في نفس الوقت على ضرورة التفكير في رسكلة ومعالجة وتثمين هذه الزيوت في الجزائر. ودعا الى ضرورة "توفير كافة الوسائل والاجهزة التقنية الحديثة للتوصل الى رسكلة ومعالجة وتثمين هذه الزيوت المستعملة في الجزائر بدل تصديرها نحو الخارج لخلق ثروة ومادة أولية لتدعيم الصناعة وتوفير مناصب شغل جديدة وتحقيق التنمية المستدامة".