أكد مجاهدون ومؤرخون يوم الثلاثاء في ندوة تاريخية بجامعة قالمة أن الطلبة الجزائريين وبمجرد إلتحاقهم بالثورة التحريرية شغلوا مناصب هامة أعطت دفعا قويا لمسار الكفاح المسلح من أجل الاستقلال. وفي هذا السياق ذكر المجاهد محمد كشود الذي شغل أيضا منصب وزير مكلف بالعلاقة مع البرلمان نهاية التسعينيات في ندوة وطنية تاريخية بالجامعة المركزية لقالمة إحياء للذكرى ال59 ليوم الطالب (19 مايو 1956) بأن الطالب الجزائري خلال الثورة "كان هو القائد الذي يحسن نصب الكمائن والكاتب الذي يدير شؤون المجاهدين والطبيب والمحافظ السياسي الذي يقوم بتوعية الناس". وأضاف في مداخلته بعنوان "الحركة الطلابية في الثورة التحريرية " بأن الطلبة الجزائريين الذين كانوا يدرسون في الخارج "أدوا بدورهم دورا دبلوماسيا بمهارة وامتياز للتعريف بالثورة التحريرية و بالجزائر غير الفرنسية" مذكرا في هذا السياق بالزيارة التي قام بها وفد من الطلبة الجزائريين لدول بأمريكا اللاتينية حيث تمكنوا من كسب تعاطف شعوب هذه الدول. وأوضح السيد كشود بأن الطلبة الجزائريين كانوا من الأوائل الذين التحقوا بصفوف الثورة التحريرية مشيرا إلى أن تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين كان في يوليو 1955 أي بعد 7 أشهر فقط من اندلاع الثورة كما أنه لم يمض عام واحد إلا وقد أعلن الطلبة عن إضرابهم المفتوح بتاريخ 19 مايو 1956 ثم التحاقهم الرسمي بصفوف جيش التحرير الوطني. وقال السيد كشود بأن معظم الطلبة الجزائريين استجابوا لنداء الثورة التحريرية سواء منهم الذين كانوا يدرسون بالمدارس والجامعات الفرنسية الرسمية أو المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين و بمعهد عبد الحميد بن باديس وحتى بمعهد الكتانية بقسنطينة والزوايا الحرة. في نفس السياق تطرق السيد عبد القادر نور خلال هذه الندوة التاريخية المنظمة بالتنسيق بين جامعة قالمة والمتحف الوطني للمجاهد إلى الدور الكبير الذي لعبه الطلبة الجزائريون من خلال مساهمتهم في الجانب الإعلامي والدعائي للثورة كسلاح مضاد للدعاية الاستعمارية. وجاءت مداخلة السيد عبد القادر وهو أول رئيس تحرير للإذاعة والتلفزيون في تاريخ الجزائر المستقلة في شكل شهادات حية عن بعض المواقف التي عايشها شخصيا خلال دراسته بالقاهرة رفقة كل من الرئيس الراحل هواري بومدين وباقي الطلبة مشيرا إلى أن "الطلبة واجهوا الدعاية الاستعمارية عبر 15 إذاعة بالعالم العربي من طنجة (المغرب) إلى بغداد (العراق)". وأكد المحاضر بأن "ما قام به الطلبة من عمل إعلامي سمح بالتعريف بالجزائر العربية المسلمة بمدنها وشوارعها و قمم جبالها والتي لم تكن معروفة إلا بكونها قطعة من فرنسا". وأفاد في هذا الشأن بأنه هو شخصيا من قام بإلقاء بيان 19 مايو 1956 عبر أمواج إذاعة صوت العرب مضيفا في ختام محاضرته بأن "هذا هو آخر مسمار يدق في نعش الاستعمار." للإشارة فقد عرفت هذه الندوة مشاركة العديد من الوجوه التاريخية وأساتذة جامعيين. كما تم بالمناسبة أيضا تنظيم العديد من النشاطات الفنية والثقافية والرياضية وذلك بحضور السلطات المحلية المدنية والعسكرية.