شكلت مسألة عقد اجتماع استثنائي للإتحاد الإفريقي على مستوى الوزراء لوضع منهجية جديدة "أكثر براغماتية" لعمل هذه المنظمة أحد محاور اللقاء الذي جمع اليوم الأحد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و الجامعة العربية عبد القادر مساهل و وزير الشؤون الخارجية المصري سامح شكري. و في تصريح أدلى به للصحافة عقب اللقاء، أفاد السيد مساهل بأنه تطرق رفقة رئيس الدبلوماسية المصري إلى "ضرورة التنسيق على مستوى الوفدين في الاجتماع المقبل للإتحاد الإفريقي سواء على مستوى الوزراء أو على مستوى القمة حتى تكون لنا منهجية جديدة للعمل على مستوى هذه المنظمة". و في هذا الإطار، تحدث الطرفان عن عقد اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء للإتحاد الإفريقي للتفكير في هذه المنهجية "حتى ندخل عليها براغماتية أكبر"، يوضح السيد مساهل الذي أضاف بأن جدول أعمال القمة المقبلة للاتحاد الافريقي سيتناول كيفيات حل بعض النزاعات الدائرة في القارة السمراء على غرار منطقة جنوب السودان و الصومال. أما فيما يتصل بالوضع السائد في ليبيا، فقد اتفق الجانبان -مثلما أوضح السيد مساهل-- على"ضرورة التنسيق على المستوى السياسي و الأمني، لأن مصير ليبيا هو مصير دور الجوار"، مضيفا بالقول "لدينا رؤية مشتركة حول الحل السياسي (للوضع بليبيا) و كذا بالنسبة لمكافحة الإرهاب و مسألة الهجرة السرية". و في هذا الإتجاه، ستحتضن القاهرة في السابع من جوان الداخل، اجتماعا ثلاثيا يجمع كل الجزائر و مصر و ليبيا للتطرق إلى الأوضاع في المنطقة و على رأسها الوضع في ليبيا وهو الاجتماع الثاني من نوعه بعد اجتماع روما. و بدوره، ذكر السيد سامح شكري بأنه تطرق، بمعية السيد مساهل، إلى سلسلة من المسائل ذات الاهتمام المشترك، خاصة الإقليمية منها و في مقدمتها التطورات الحاصلة في ليبيا. و في هذا السياق، "كان هناك اتفاق على بذل المزيد من التعاون و تنسيق المواقف (...) و متابعة الأوضاع في ليبيا و تطوراتها مع دعم جهود التسوية و إقامة حكومة الوحدة الوطنية، وفقا للجهد الذي يبذله المبعوث الأممي بهذا البلد برناردينو ليون"، يتابع وزير الشؤون الخارجية المصري. و على صعيد ذي صلة، ذكر السيد سامح شكري باللقاء الثلاثي المرتقب الذي من المزمع أن تحتضنه العاصمة المصرية و الذي يصب في خانة "مواصلة التنسيق و التعاون للإسهام الايجابي في حل القضايا المرتبطة بالأوضاع في ليبيا سواء فيما يتعلق بمكافحة الارهاب أو الهجرة غير الشرعية". ولفت إلى أن اجتماعه مع السيد مساهل اتسم ب"الكثير من التفاهم و الاتفاق على رفع مستوى التنسيق السياسي و الأمني بين الجزائر و مصر حتى نستطيع أن نحمي أنفسنا من أي مخاطر لنفاذ الإرهاب أو زعزعة استقرار أي من البلدين". و دائما على المستوى القاري، استعرض الجانبان الجهود المشتركة الجزائرية-المصرية لدعم منظمة الإتحاد الإفريقي و الارتقاء بها "حتى تلبي احتياجات الدول الأعضاء".