اجتماع بين الجزائر ومصر وإيطاليا خلال أيام لبحث الأزمة الليبية تحتضن الجزائر اليوم، اجتماعا تحضره أطراف ليبية فاعلة في إطار المساعي الدولية لحل النزاع القائم في ليبيا. وهو الاجتماع الذي ستعقبه مباحثات أخرى تجمع الأطراف المعنية بالصراع الليبي قريبا، حيث أعلن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربيّة والأفريقية، عبد القادر مساهل، عقد اجتماع ثلاثي بين الجزائر ومصر وإيطاليا خلال الأيام القادمة للبحث عن حل شامل للأزمة الليبية وعودة الاستقرار. وأكّد مساهل، وجود تطابق بين الجزائر ومصر لحل الأزمة في ليبيا سياسيا بالتوافق بين الفرقاء السياسيين. يلتقي اليوم نحو 15 شخصاً من القادة السياسيين الرئيسيين وزعماء أحزاب وناشطين معروفين على الساحة الليبية بالجزائر لبحث سبل تسوية الأزمة التي تعيشها ليبيا، ويبحث الاجتماع عديد الملفات التي من شانها إنهاء الانقسام في ليبيا والتوصل إلى توافق وطني يسمح بتشكيل حكومة وحدة وطنية إلى جانب اتفاق على بعض الترتيبات الامنية لإيقاف صوت الرصاص في الساحة الليبية. ولم تحدد الجدول جدولا زمنيا لانتهاء المباحثات لفسح المجال أمام الأطراف الليبية بحث كل النقاط الخلافية. وكان الملف الليبي حاضرا في الاجتماع الجزائري-المصري المصري رفيع المستوى الذي عقد بمقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة مساء الأحد، واستمر لقرابة الثلاث ساعات، بين الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، و وزير الخارجية المصري سامح شكري، وتم الاتفاق على دعم الجهود الدولية لمعالجة الأزمة الليبية عبر الحوار والتوافق بين مختلف الأطراف المتصارعة في ليبيا. وعقب الاجتماع أعلن عبد القادر مساهل، أنه سيتم في غضون أيام قليلة عقد اجتماع ثلاثي بين الجزائر ومصر وإيطاليا، للبحث عن حل شامل للازمة الليبية وعودة الاستقرار، وكذلك مكافحة الإرهاب الذي أصبح يهدد سلامة دولنا واستقرارنا وحتى الدول الأوروبية. وأشار مساهل إلى أنه طال النقاش حول الوضع في ليبيا، مشيرا إلى تطابق في الآراء حول الأوضاع في ليبيا، لافتا إلى أن البلدين بحاجة إلى استقرار ليبيا وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة التي تعيشها ليبيا ومكافحة الإرهاب. وثمّن مساهل الجهود المبذولة سواء كانت من الأممالمتحدة أو دول الجوار، وأضاف أن التنسيق يسير وهناك فرص أخرى لمتابعة ذلك انطلاقا من وضعية البلدين كدول للجوار الليبي، وانطلاقا كذلك من خطورة وجود الإرهاب في هذا البلد الشقيق والتهديدات التي تأتى من هذه الجهة . وقال إن هناك تنسيقا جزائريا كاملا مع الجانب المصري فيما يخص الوضع في ليبيا، وكذلك دول الجوار والأممالمتحدة، وكل من يرغب في استقرار ووحدة ليبيا وسلامة شعبها. وأشار مساهل من جانب أخر، أن آلية دوار الجوار الليبي ستجتمع قريبا لدراسة تطورات الوضع هناك، وقال بان آلية دول الجوار كان من المفترض عقد اجتماع لها في فبراير الماضي، وتم تأجيل موعده، موضحا بأنه سيتم اختيار موعد آخر قريباً، لافتا إلى وجود اتصالات تقوم بها الجزائر مع عدة دول في المنطقة وخارجها لبحث تسوية الأزمة في ليبيا. من جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، وجود تنسيق كامل بين البلدين بشان الوضع في ليبيا، وضرورة الحفاظ على الاستقرار ووحدة الأراضي الليبية وقال شكري إن الوضع في ليبيا لابد أن يتم من خلال العمل السياسي والتوافق بين الفرقاء السياسيين، وبالتوازي مع محاربة ومواجهة الإرهاب، مؤكدا أن هذا يقتضى عملا مشتركا وتضافر جهود المجتمع الدولي ككل، لتجفيف موارد التسليح والدعم للإرهابيين ودعم جهود المبعوث الأممي، وما يقوم به من جهد لتحقيق الوفاق الوطني. سلال في القاهرة لحضور قمة «شرم الشيخ» الاقتصادية من جانب أخر، أعلن عبد القادر مساهل، بان الوزير الأول عبد المالك سلال سيزور القاهرة خلال أيام المقبلة لدعم العلاقات الثنائية، ومن المتوقع أن يشارك سلال في أشغال الندوة الاقتصادية التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ، وسيكون سلال مرفوقا خلال الزيارة بوفد رفيع يضم وزراء إلى جانب وفد من رجال الأعمال والمستثمرين. أكد السفير المصري بالجزائر عمر أبوعيش بأن الرئيس بوتفليقة كلف الوزير الأول عبد المالك سلال بتمثيله في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ الذي سيعقد خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس الحالي. وأضاف السفير المصري في تصريح صحفي، أمس، أن سلال سيرأس الوفد الرسمي في هذا المؤتمر الذي سيضم أيضا وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب. موضحا أن التمثيل الجزائري لن يكون على المستوى الرسمي فقط بل إن القطاع الخاص رحب بالمشاركة في هذا المؤتمر. وفي هذا الصدد، أشار السفير المصري بالجزائر إلى انه التقى مؤخرا مع حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، الذي أكد له المشاركة في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ برفقة عشرة من كبار رجال الأعمال بالجزائر .