يشكل فن الخط العربي " تراثا مشتركا للعالم العربي و الإسلامي " كونه يستعيد تاريخ و حضارة الأمة الإسلامية حسب ما أفاد به اليوم الخميس بقسنطينة فنان الخط المصري محمود فرحات . وأوضح هذا الخطاط لدى تدخله في أشغال ورشة منظمة بدار الثقافة مالك حداد في إطارالطبعة السادسة للمهرجان الدولي لفن الخط العربي المندرجة ضمن نشاطات تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 " بأن " فن الخط يستند بالأساس على البعد الدال للحرف و الكلمة و الجملة التي تشكل معلما " . وأعطى الفنان المصري بالمناسبة عبر أمثلة عملية نماذج للحرف العربي و الكلمة و الجملة مشيرا إلى مقاربات أساسية لفن خط الحروف بالقلم مبرزا جمالية وإبداعية الخط. ولدى تناوله للجانب التليد لهذا الفن أشار فرحات إلى أن مصادر الإلهام في فن الخط العربي " متعددة و متنوعة " لكن البيئة والطبيعة يعطيانه " مغزى عميقا." ومن جانبها أوضحت السيدة زبيدة جيهات إيزينار الأستاذة الجامعية في الهندسة المعمارية ل"وأج" بأن متحف فن الخط بإسطنبول (تركيا) يضم " واحدة من أكبر و أثرى مجموعات فن الخط في العالم بفضل أعمال خطية وكتابات هندية و مغاربية و نقوش وكوفيات لعديد السلاطين بتوقيعات كبار الخطاطين في العالم الإسلامي . وأشارت السيدة إيزيانر إلى أن معرضا هاما مهدى لفن الخط قد نظم السنة الماضية بمتحف سانت صوفيا و ضم خطاطين من نمطي هذا الفن و منهم علي طوي و حدسان شلابي بوصفهما أكثر الخطاطين تمثيلا لمدرستي الخط في تركيا. ويشارك في هذه الطبعة السابعة من المهرجان الدولي للخط العربي الذي افتتحته وزيرة التربية الوطنية يوم الاثنين الماضي و المتواصل إلى غاية الأحد المقبل نحو 120 فنانا مبدعا مشهورا من الجزائر و كذا من 24 دولة منها العراق و إيران و الصين و تركيا وسوريا و المملكة العربية السعودية و باكستان و أزربيجان. وتعرض في هذا المهرجان أزيد من 200 لوحة لخطاطين جزائريين و آخرين أجانب تمثل العديد من المدارس و الأنماط الفنية للكتابة من بينها المغربي و الثلوث الكوفي و النقش كما أوضح ل"وأج" محافظ المهرجان السيد مصطفي بن كحلة . و إلى جانب هذا المهرجان تقام مسابقة دولية في فن الخط العربي" ستكافئ أحسن ثلاثة أعمال من نمطي فن الخط العربي المعروفين الكلاسيكي و الحديث " كما أضاف محافظ المهرجان الذي أشار إلى أن لجنة تحكيم مكونة من 5 أعضاء ستقوم بمهمة اختيار اللوحات الفائزة . و تثمن هذه الطبعة من المهرجان حسب السيد بن كحلة " ثراء وأصالة و جمالية فن الخط المغاربي " مؤكدا بأن هذا الفن" يستقطب باستمرار فنانين خطاطين مختصين في هذا النوع من الكتابة " . و تلقى في هذا المهرجان أيضا محاضرات من طرف مختصين من الهند و نيجيريا و فرنسا و السودان و سلطنة عمان كما تم بالمناسبة فتح ورشات قصد تبادل التجارب و التواصل بين الفنانين المشاركين.