سيسمح بروز ثلاث ولايات منتدبة مجاورة للجنوب (عين صالح والمنيعة وتيميمون) ببروز "مثلث خصب" في قلب الصحراء كما صرح اليوم الأحد بغرداية وزير التهيئة العمرانية و السياحة و الصناعات التقليدية عمار غول. وأوضح الوزير عقب زيارة عمل قام بها إلى هذه الولاية بأن هذه المناطق تزخر بقدرات هائلة تسمح لها أن تتحول إلى أقطاب بامتياز في مجالات الفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية وأيضا في الطاقات المتجددة. "وسيشكل هذا المثلث الخصب في المستقبل القريب الخزان الذي سيضمن أمننا الغذائي" كما أضاف السيد غول مشيرا إلى أن هذه الجهات تتوفر على إمكانيات هامة بخصوص وفرة الموارد الطبيعية والصناعة التقليدية المحلية والتراث المادي غير المحدود بما يمكنها من بلوغ تنمية حقيقية. وذكر الوزير أن هذا التقسيم الإداري الجديد لولايات الجنوب يندرج في إطار الخطة الهيكلية للمخطط المدير لتهيئة الإقليم الوطني. واستهل وزير التهيئة العمرانية و السياحة و الصناعات التقليدية زيارته للولاية باطلاعه بالمنطقة الحموية زلفانة (75 كلم جنوب شرق غرداية) على وضعية منطقة التوسع السياحي قبل أن يدعو المسؤولين المحليين الى جعل هذه المنطقة قطبا بامتياز في المجال الحموي مع الأخذ في الإعتبار القيم الإجتماعية للعائلات الجزائرية بما يسمح بتلبية الطلب المتزايد في هذا الميدان. ولدى تفقده لعديد الهياكل الفندقية والحموية بمنطقتي زلفانة و غرداية حث السيد غول مسيري هذه المرافق والمستثمرين الآخرين في مجال السياحة على اعتماد "الإستهلاك جزائري" من خلال تفضيل مواد البناء والزخرفة المميزة للبلاد . وأكد الوزير أن الصناعة التقليدية المحلية بالمناطق الريفية - بكل ما تتميز به من تنوع من صناعة الفخار إلى النسيج مرورا بالنسج وصناعة الحلي وغيرها من أدوات التزيين - تطرح قدرات حقيقية للمواطن لتحسين شروط معيشتهم وإنشاء ورشات عائلية صغيرة والمساهمة في امتصاص البطالة. و"يشكل تلازم السياحة والصناعة التقليدية دعما أساسيا للتنمية المستدامة لمناطقنا" كما أضاف وزير القطاع قبل أن يدعو الشباب إلى التكوين "من أجل المثابرة على طريق الإبداع والإبتكار". ولدى معاينته لهياكل الإيواء بواحات بني يزقن أعرب السيد غول عن "ارتياحه" لهذا النوع من مرافق الإيواء التقليدية الملازمة للسياحة والبيئة وتراعي التقاليد الأصيلة المحلية قبل أن يعلن عن وضع في "القريب" لتنظيم يخص هذا الصنف من المنشآت. وأكد الوزير في ختام زيارته لولاية غرداية أن السلطات العمومية تشجع المستثمرين المبدعين الحاملين لقيمة مضافة سيما في مجال السياحة الإيكولوجية والطبية والدينية. وقبل ذلك تفقد وزير التهيئة العمرانية و السياحة و الصناعات التقليدية بمنطقة المنيعة بجنوب الولاية مشروع إنجاز القطب السياحي "عدن" الممتد على مساحة قوامها نحو ثلاثين هكتارا والمطل على واحة نخيل المنيعة.