ينتظر تدفق أكثر من 3000 سائح على مدينة غرداية للاحتفال بأعياد نهاية السنة الميلادية ما يعكس الاهتمام المتزايد من طرف السياح الأجانب بوجهة الجنوب الجزائري، حسبما كشفت عنه أمس مديرية لقطاع، ويترجم هذا الاهتمام الكبير للسياح الأجانب بالمنطقة التي تعد قطبا سياحيا بامتياز من خلال برمجة العديد من الرحلات الجوية انطلاقا من أوروبا نحو مدينتي غرداية و«تيميمون» بولاية أدرار، حيث سيجري طيلة هذه المدة نقل أكثر من 3000 سائح. وأوضحت المديرية أن منطقة سهل «وادي ميزاب» تستمر في فرض نفسها كوجهة مفضلة للسياح المعجبين بالهندسة المعمارية القديمة والتقليدية التي تتميز بها المساكن بهذه الجهة وكذا بواحات النخيل الجميلة والطبيعة الصحراوية الهادئة، كما أن تفضيل هذه المنطقة يفسر بما تزخر به المنطقة من تراث مادي وغير مادي عالمي مصنف من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وهو يتشكل أساسا من المدن المحصنة القديمة "القصور" المتميزة بالأشكال الهندسية العمرانية البديعة وبواحات النخيل التي تتوفر على أنظمة السقي التقليدية المستعملة خصيصا لتقسيم وتوزيع حصص المياه بين المزارعين، وأشارت مديرية السياحة إلى أن كل المتعاملين سيما منهم السلطات العمومية سخروا كافة الإمكانيات لإعطاء دفع للسياحة بالجنوب الجزائري، للإشارة فقد جرى القيام بعدة حملات للاتصال والإشهار تتمثل في تنظيم بالخارج لعديد التظاهرات الثقافية والمعارض والصالونات الدولية بهدف ترقية القدرات والأوجه المتعددة للسياحة في البلاد. تدفق هائل للزوار على المنطقة خلال عطل نهاية الأسبوع ويبرز النشاط السياحي المكثف بالجهة بوضوح من خلال قوافل السياح من داخل الجزائر أو الأجانب الذين يتدفقون على المنطقة طيلة عطل نهاية الأسبوع وأثناء المناسبات الاحتفالية، حيث ينتشرون عبر مختلف شوارع وأزقة غرداية بغرض التجول وأيضا لابتياع الأغراض التقليدية الجميلة المعروضة في الأسواق، وقد دفع استئناف النشاط السياحي بالمنطقة بعدد من المستثمرين الخواص إلى تنظيم رحلات لفائدة الشباب عبر واحات النخيل التي جرى تحويلها إلى فضاءات سياحية ومنتزهات للراحة، وتتوفر قصور سهل «وادي ميزاب» بفضل موقعها الجغرافي على قدرات سياحية هائلة على غرار واحات النخيل الساحرة والأجنة والمرتفعات والأسواق الثرية بالمنتوجات التقليدية الخاصة بالمنطقة كالزرابي والألبسة والبذلات المحلية إضافة إلى صناعة الخزف، ومن جهة أخرى فإن منطقة «زلفانة» المشهورة بحماماتها المعدنية والواقعة على بعد 70 كلم إلى الجنوب الشرقي من غرداية تشهد بدورها في هذه المدة توافدا كبيرا من قبل الزوار للتداوي من مختلف الأمراض إلى جانب استكشاف المنطقة التي تعرف بواحاتها الغناء وبكثبانها الرملية ذات الألوان الذهبية. الصناعة التقليدية حجر الزاوية للاقتصاد الريفي وعلى الرغم من الخسائر الناتجة عن الفيضانات التي أضرت بالأماكن السياحية بالمنطقة والتي تعرف بكثرة تردد الزوار عليها ومن بينها أنظمة السقي التقليدية الخاصة بتقسيم وتوزيع مياه سقي البساتين وواحات النخيل الباسقة بغرداية فقد جرت العديد من العمليات لترميم وإعادة تأهيل هذه الأماكن قصد إعطاء دفع جديد للنشاط السياحي الذي يعد محفزا لباقي القطاع الأخرى سيما منها قطاع الخدمات والصناعة التقليدية التي تشكل حجر الزاوية للاقتصاد الريفي بالمنطقة، ويسعى مهنيو قطاع السياحة بغرداية والذين تمكنوا من تحقيق منتوج مفضل من طرف الأجانب إلى جعل غرداية وجهة مدرجة في أجندة متعاملي السياحية الدولية، وأكد رئيس وكالة الديوان الوطني للسياحة بغرداية، بخصوص تضرر بعض المعالم السياحية المهمة يتعلق أهمها نظام تقسيم المياه الذي يعود تاريخ انجازه إلى 400 ألف سنة خلت وهو النظام المنشأ بطريقة جد دقيقة، حيث يسمح بتوزيع عادل ودقيق للماء على أشجار النخيل بالواحة التي تضم أكثر من 500 ألف نخلة، يسمح نظام المياه بتقسيم الماء حسب كل جزء من الواحة، وهو ما يجلب إليه الزوار كثيرا خاصة من الأجانب الذين كانوا يقصدون المنطقة، ومن المناطق التي تضررت كثيرا واحة غرداية أو واحة بوشن كما يطلق عليها التي تتربع على حوالي 6 كلم مربع، حيث غمرتها المياه وكلفت فقدان أكثر من 15 ألف نخلة، وأوضح المتحدث أن عملية ترميم نظام المياه تطلبت أكثر من 3 أشهر ما يجعل السياحة تحرم من أكثر المواقع جاذبية، كما تملك «بني يزقن» والقصور القديمة شهرة كبيرة في مختلف أصقاع العالم، ومن المناطق المعروفة في غرداية بلدية «العطف» التي احتفلت بالذكرى الألفية لإنشائها، ومقام سيدي «عيسى بمليكة»، و«برج بوليلة» ب «بني يزقن». إقبال مئات الزوار على المنطقة يعكس انتعاش الحركة السياحية وتوجد بغرداية عدة قصور بنيت في الفترة ما بين القرنين الخامس والثامن الهجري من بينها قصر «العطف» تجنينيت بني في 402 هجري، وقصر بنورة آت بنور بني في 456 هجري، وقصر غرداية تغردايت 476 هجري، وقصر بني يزقن آت يسجن 720 هجري، وقصر مليكة آيت مليشت756 هجري، وقصر «القرارة» في القرن ال 16 ميلادي وقصر «متليلي» في القرن السادس هجري ، وبالإضافة إلى عيد الزربية تحتضن غرداية الصالون الدولي للمهزئ في خريف كل سنة وكذا العيد السنوي للقصر القديم بالمني، وأوضح المصدر أن الحركة السياحية في غراية قد انتعشت محليا، فالمدينة يزورها العديد من السياح الجزائريين من مختلف المناطق وهو أمر إيجابي جدا فالسنوات الأخيرة يقبل المئات على الولاية لزيارة المعالم التاريخية والمدينة القديمة «بني يزقن» وسوق المدينة «لالا عشو» للبيع بالمزاد العلني بالإضافة إلى المواقع الأخرى وهو ما جعلنا نفكر في تطوير نشاطنا من خلال دراسة ووضع برامج سياحية تتماشى ومتطلبات السائح الجزائري وكذا قدرته الشرائية.