دعا أطباء مختصون أصحاب الأمراض المزمنة على غرار السكري و ارتفاع ضغط الدم والقلب والشرايين الى استشارة الطبيب الذي يتابعهم قبل الشروع في الصيام لتفادي أية مضاعفات و مخاطر قد تلحق بصحتهم من جراء أداء هذا الركن الديني خاصة مع طول فترة الصيام هذا العام. ونصح رئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي الأستاذ رشيد مالك الفئة التي تعاني من داء السكري وتتعرض إلى إضطربات في نسبة السكر بالدم بعدم قياهم بفريضة الصيام حتى لاتعرض حياتها إلى الخطر. ودعا هذه الفئة إلى الإلتزام بالإرشادات الطبية والوصفة التي يقدمها الطبيب المعالج الذي يتابعها طوال أشهرالسنة. ويتسبب الصوم -حسب المختصين- الذي يدوم حوالي 17 ساعة خلال شهر رمضان لهذه السنة في تغييرات بالوظائف الحيوية للمصاب بداء السكري قد تؤدي إلى إضطرابات وأخطار من المحتمل أن تتتسب في تعقيدات قد تصل إلى حد الدخول في حالة غيبوبة. وأكد الأستاذ مالك الذي يشغل كذلك رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الإستشفائية بسطيف أنه يسمح ويحق للفئات المصابة بالسكري الذي تم الكشف عنه في بدايته و التي تعالج بمادة ماتفورمين فقط من أداء هذه الفريضة. أما الدكتور سمير عويش مختص في داء السكري بالمؤسسة الإستشفائية مصطفى باشا الجامعي فقد أوضح من جهته استنادا إلى دراسة أجرتها المؤسسة خلال شهر رمضان المعظم لسنة 2014 أن نسبة 38 بالمائة من المصابين بهذا الداء امتنعوا عن الصيام خلال الشهر الفضيل بعد تعرضهم إلى تعقيدات المرض. وأكدت الدراسة التي اجريت بالتنسيق مع المؤسسة الصحية الجوارية للقبة على عينة تتكون من 300 مصاب بداء السكري بنوعيه 1 و2 أن 3ر0 بالمائة من هذه الفئة صامت الشهر عن اقتناع ديني و6 بالمائة بتأثير من المحيط و8 بالمائة عن جهل لمخاطر المرض و 5 بالمائة أدت هذه الفريضة عمدا متجاهلة هذه المخاطر و3ر1 بالمائة فقط تمكنت من صيام الشهر كامل. وترى الأستاذة صليحة لوحاشي مختصة في أمراض القلب بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية حساني إسعد لبني مسوس أن العديد من المرضى يحملون عدة أمراض مزمنة في نفس الوقت وتستدعي حالاتهم تناول بين 6 إلى 7 أدوية يوميا والتخلي عنها من خلال أداء فريضة الصوم يعرض حياتهم إلى الخطر. وأكدت في هذا الإطار بأن الكلمة الأخيرة للسماح لهؤلاء المرضى بأداء هذه الفريضة تعود إلى الطبيب المعالج الوحيد الذي له دراية كافية بوضعية هؤلاء مذكرة بضرورة معالجة حالة بحالة. وحسب رئيس الجمعية الوطنية للمصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني السيد خير الدين مخبي فإن العديد من هؤلاء يتناول بين 4 إلى 5 أدوية يوميا حيث غالبا ما تكون هذه الإصابة مرتبطة بأمراض أخرى مثل داء السكري مشيرا إلى اهمية تنظيم لقاءات حول التربية الصحة وصيام شهر رمضان المبارك بين الأطباء والمرضى لتحسيسهم حول هذا الجانب. وعبر نفس المتحدث عن أسفه لسلوك بعض الأشخاص المسنين الذين يرفضون رفضا باتا التخلي عن الصوم بسبب المرض مما يعرضهم في بعض الأحيان إلى الدخول في حالة غيبوبة. أما مدير التوجيه الديني وتعليم القرآن الكريم بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيد يوسف بلمهدي فقد دعا من جانبه جميع الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة إلى العمل بنصيحة الطبيب قبل أداء فريضة الصيام. كما نصح الأمهات المرضعات والحوامل والأشخاص المسنين العاجزين والذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة بعدم أداء هذه الفريضة وتفادي تعريض حياتهم إلى الخطر مؤكدا بأن الدين الإسلامي الحنيف هو "دين يسر وليس دين عسر". وأكد نفس المسؤول على ضرورة محافظة هذه الفئات على صحتها داعيا الأشخاص الذين ليست لديهم القدرة على مواجهة العوائق المذكورة إلى دفع فدية كل يوم خلال الشهر الكريم من خلال إطعام مسكين. وشدد بالمناسبة على ضرورة تفادي الحرج مستندا ببعض الآيات القرآنية الكريمة التي تشير إلى ذلك.