مضاعفات خطيرة تهدد صحّتهم مختصون يدقون ناقوس الخطر حول صيام مرضى السكري * رخصة صيام المريض مخوّلة للطبيب يحتار الكثير من مرضى السكري مع حلول شهر رمضان المعظم حول إمكانية صيامهم مثلهم مثل الآخرين من عدمه وهو الأمر الذي دفع المختصين إلى التكثيف من الحملات التحسيسية قبيل رمضان بأيام قلائل وهي كلها حملات تهدف إلى توخي الحذر وتفادي بعض الحالات الخطيرة التي وقع فيها المرضى خلال السنوات الماضية، فمنهم من دخل في غيبوبة وكانت نهايته بمصالح الإنعاش بسبب تمسكه بقرار الصوم لاسيما وأن أغلب مرضى السكري لا يسهل عليهم الإفطار في رمضان وفق ما تتطلبه فطرة الإسلام، لكن صوم المريض إذا أدى إلى هلاكه ففيه أذية للنفس وأذية النفس نهانا الله عنها. خ. ن /ق. م يعتبر رأي الطبيب الأخصائي أكثر من أساسي في صوم المرضى المصابين بداء السكري خلال شهر رمضان أو تجنبه حسبما أشارت إليه المختصة في مصلحة تصفية الكلى بمستشفى وهران الجامعي جميلة صديقي، وأوضحت ذات المختصة خلال ندوة تحسيسية حول مرض السكري نشطتها بمركز التسلية العلمية لحي جمال الدين أنه (ليس باستطاعة كل مريض بالسكري صيام رمضان إلا بعض الحالات بشرط اتباعهم إرشادات معينة وبعضهم لا ينصح بالصيام وكله بأمر ومتابعة من الطبيب المعالج). وشددت السيدة صديقي -التي تعتبر أيضا مدربة معتمدة في المركز الأمريكي للتدريب والمتحصلة على شهادة من مركز كندي للتنمية البشرية- على أهمية توعية المريض بالسكري بالمخاطر التي تتهدده في حال خالف تعليمات طبيبه المباشر، مشيرة إلى أهمية خضوع المريض إلى التحاليل الطبية والأشعة (شهرين) على الأقل قبل حلول شهر رمضان، وأن يكون طبيبه المباشر قد عدل له مقادير الأدوية اليومية التي يتناولها مبينة أنه (من الخطورة بالنسبة لمريض السكري المجازفة بصوم الشهر الكريم دون إذن طبي). وبعد تطرقها لأنواع مرض السكري وأسبابه ومضاعفاته وأعراضه سلطت المتحدثة الضوء على أهم ما يمكن أن يحدث لمريض السكري في حال أصر على الصوم، مؤكدة على أن النظام الغذائي المعتاد يتغير خلال شهر الصيام حيث يمكن أن يؤدي افتقاد المريض للغذاء إلى انخفاض خطير في مستوى السكر في الدم وفي المقابل قد يؤدي الإكثار من تناول الطعام لا سيما عند الإفطار إلى زيادة خطيرة في مستوى السكر بالدم والضرر كبير في كلتا الحالتين. أما عن النظام الغذائي فأشارت إلى ضرورة اتباع المصاب بداء السكري حمية غذائية مع التركيز على الأغذية النباتية وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون ومراعاة كمية الملح في الأطعمة تجنبا لأي أمراض أخرى، بالإضافة إلى تفادي مختلف المأكولات الرمضانية التي تكون غنية بالسكريات مثل الشاربات والزلابية. كما دعت إلى حيازة المريض لمادة حلوة يتناولها بمجرد الشعور بانخفاض السكر مع عدم إكمال الصيام وكذا الحرص على المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم وتجنب الأعمال المتعبة أثناء ساعات الصيام خاصة في الجو الحار. جفاف... غيبوبة ونوبات قلبية يتعين على مرضى السكري التقيد بنصائح الطبيب باعتباره الوحيد المؤهل لاتخاذ قرار بشأن صيام المريض من عدمه حسب ما دعا إليه بباتنة رئيس الجمعية العلمية لأطباء الأوراس الدكتور عبد الكريم مناني، وفي مداخلته خلال (جلسة للتربية العلاجية والتحسيس والإعلام لفائدة مرضى السكري) نظمت بمعهد العلوم الإسلامية لجامعة باتنة تحسبا لشهر الصيام تحدث ذات الطبيب الممارس عن ضرورة اتباع المرضى لنصائح الأطباء (من أجل تفادي التعقيدات الناجمة عن انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم التي قد تتسبب في حدوث غيبوبة بل وحتى الموت)، وبعد أن أكد بأن الطبيب (يتحمل كامل مسؤولية قراره) ذكر الدكتور مناني بأنه خلال شهر رمضان الذي يتزامن مع موسم الحر (بإمكان مريض السكري أن يكون في خطر حقيقي في حالة الصوم. وكشف في هذا الصدد بأن إحدى الدراسات كشفت بأن 9 أشخاص من 10 مصابين بالسكري يقومون بالصيام وبالتالي يعرضون حياتهم للخطر لكون الأشخاص المصابين بمرض مزمن (لا يتعرضون فقط لانخفاض أو ارتفاع في نسبة السكر في الدم ولكن أيضا للجفاف الحاد ولنوبات قلبية ولمضاعفات أخرى). ويستهدف هذا اللقاء الذي شدد خلاله 40 بروفسورا وطبيب أخصائي بين مختصين في داء السكري والتغذية، إضافة إلى مختصين في القضايا الدينية ومرضى، على التعريف بالمخاطر والمضاعفات التي قد تحدث خلال شهر رمضان للأشخاص المصابين بالسكري.