تشارك الجزائر اليوم الثلاثاء ببيروت في الندوة الوزارية حول مراجعة سياسة الجوار الأوروبية التي تجمع الدول العربية في الضفة الجنوبية من المتوسط بمسؤولين سامين في الاتحاد الأوروبي. يمثل الجزائر في هذه الندوة التي تدوم يومين وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة الذي سيحل في نهاية ظهيرة اليوم الثلاثاء بالعاصمة اللبنانية. و ستنطلق أشغال الندوة التي تنظم باقتراح من لبنان مساء اليوم الثلاثاء بتنظيم مأدبة عشاء و عمل و ستتواصل الى غاية يوم غد الأربعاء في جلسة علنية. و ستتوج الاشغال بسلسلة من التوصيات الرامية إلى إعطاء توازن و إنصاف اكبر لشراكة متكافئة في اطار سياسة الجوار الأوروبية المستقبلية حسبما علمناه من الوفد الجزائري. و ستضم الاشغال بالنسبة الى الجانب العربي كل من الجزائر و لبنان و فلسطين و المغرب و الأردن و تونس و مصر بينما سيمثل الطرف الأوروبي كل من المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار الأوروبية جوهانس هان و مسؤولين سامين آخرين للاتحاد الأوروبي لاسيما وزيري الشؤون الخارجية لليتونيا و لكسمبورغ اللذين يتولا بلديهما على التوالي الرئاسة الحالية و المقبلة للاتحاد الأوروبي. و ستغتنم الدول العربية هذه الفرصة التي تندرج في إطار مواصلة المشاورات مع الاتحاد الأوروبي حول مسار مراجعة سياسته للجوار لعرض موقف مشترك يعكس تطلعات هاته الدول و أولوياتها إزاء سياسة الجوار الأوروبية المستقبلية و التي سيتم وضعها خلال فصل الخريف المقبل. و قد عرضت الجزائر التي شرعت في التفاوض حول مخطط عمل مع الاتحاد الأوروبي حول سياسته للجوار خلال ندوة برشلونة المنعقدة في شهر ابريل الفارط وثيقة تلخص تصورها لسياسة الجوار الأوروبية. و تركز الوثيقة على ضرورة إدراج المبادئ المسيرة المتعلقة بمرونة مخططات العمل و صياغتها و التفريق بينها و كذا اخذ قدرات الشركاء و مزاياهم بعين الاعتبار. و تهدف الجزائر إلى التوصل إلى تكييف حقيقي للأعمال المندرجة في إطار هذه السياسة. و ببرشلونة ابرز السيد لعمامرة تطلعات الجزائر التي لم تتم تلبيتها بعد في سياق اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. و تعد سياسة الجوار الأوروبية التي تم إطلاقها في 2004 مبادرة إقليمية موجهة لعشر دول من الضفة الجنوبية للمتوسط. و هي تهدف في إطار ثنائي إلى إبرام مخطط عمل مع كل دولة شريكة. و قد أبرمت الجزائر التي لم توقع على مخطط عمل سياسة الجوار الأوروبية اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي سنة 2002 و الذي أصبح ساري المفعول في 2005. و مع ذلك فقد شاركت سنة 2009 في اللقاء الأول المخصص لمراجعة سياسة الجوار الأوروبية التي قامت خلاله بعرض مبادئها التي نالت موافقة شركاءها في الضفة الجنوبية للمتوسط و التي تم اعتمادها فيما بعد خلال اجتماع برشلونة.