تعرضت العاصمة التشادية نجامينا ومدينة مايدوجوري بشمال نيجيريا مجددا لهجمات إرهابية تبنتها جماعة "بوكو حرام" المتطرفة أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا في وقت أعربت فيه العديد من الدول عن إدانتها لهذه العمليات وأكدت ضرورة القيام بعمل إفريقي أكثر صرامة و تنسيقا لمكافحة آفة الإرهاب. وقد أسفر التفجير الانتحاري الذي استهدف أمس السوق المركزية للعاصمة التشادية انجامينا عن مقتل 16 شخصا و 80 مصابا حسب ما أعلن بول مانجا المتحدث باسم الشرطة. وأوضح مانجا أن رجلا يتخفى في زي امرأة ويرتدي نقابا فجر العبوة الناسفة عندما حاولت الشرطة القبض عليه في المدخل الجنوبي للسوق المركزية في نجامينا مشيرا إلى أن اغلب الضحايا نساء و هناك دركي وأحد أفراد شرطة البلدية الى جانب الانتحاري. وجاء تفجير أمس بعد أقل من شهر من هجوم شنه انتحاريون على مبنيين في نجامينا اسفر عن مقتل قرابة 40 شخصا في الهجوم الأول من نوعه منذ أن هددت الحركة البلد في وقت سابق من العام الجاري. تجدر الإشارة إلى أن الجيش التشادي يتصدر عملية عسكرية إقليمية منذ بداية السنة تستهدف جماعة "بوكو حرام" وقد تخطت مناطق شمال نيجيريا نحو البلدان المتآخمة. وفي مدينة مايدوجوري بشمال شرق نيجيريا التي نشأت فيها جماعة "بوكو حرام" والتي كثيرا ما تتعرض إلى تفجيرات لقي أربعة أشخاص على الاقل مصرعهم وأصيب 3 اخرون في تفجير انتحاري قرب مقر أمن الدولة. وقال مارتينز ايكبى مصدر أمني كان قريبا من موقع الحادث عندما وقع الانفجار ان الانفجار وقع في حوالي الساعة 10ر7 صباحا بالتوقيت المحلي عندما حاولت دراجة بثلاث عجلات تجاوز حافلة على طريق سريعة رئيسية بالقرب من مكتب أمن الدولة في المدينة. واستهدفت عدة هجمات مدينة مايدوجوري منذ أن جعلها الرئيس النيجيري محمد بخاري مركز قيادة الحملة على جماعة "بوكو حرام" الإرهابية بعد أن أدى اليمين الدستورية يوم 29 مايو الماضي. وكان انتحاريان فجرا نفسيهما قرب مستشفى في مايدوجوري أثناء زيارة كان يقوم بها نائب الرئيس في مطلع الشهر الجاري وهاجم مسلحو "بوكو حرام" المدينة بعد ذلك بأيام. تنديد دولي وتأكيد على دعم تشاد في مواجهة الإرهاب وقد قوبل الاعتداء الإرهابي الذي استهدف العاصمة التشادية نجامينا للمرة الثانية في أقل من شهر بإدانة دولية واسعة فقد أعربت العديد من الدول و المنظمات عن تضامنها التام مع الحكومة التشادية. وكانت الجزائر سباقة لإدانة و"بشدة" العملية الانتحارية التي استهدفت أمس السوق المركزية للعاصمة التشادية مؤكدة "تضامنها التام مع الحكومة التشادية ومع أسر الضحايا". وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عبد العزيز بن علي الشريف أن العملية الانتحارية التي استهدفت صباح أمس السبت السوق المركزية بالعاصمة التشادية انجامينا مخلفة عدة قتلى وجرحى في شهر رمضان الكريم عمل إرهابي ندينه ونرفضه بشدة". وأضاف " إذ نحيي الجهود المبذولة من قبل الحكومة التشادية في مكافحة الجماعة الإرهابية بوكو حرام لاسيما في إطار التعاون الإقليمي الذي يهدف إلى حشد وتركيز طاقة جميع البلدان المجاورة وتعزيز قدراتها للقضاء على هذه الجماعة الدموية فإننا نعرب عن تضامننا التام مع الحكومة التشادية ومع أسر الضحايا". وأكد أن "الجزائر التي لطالما سعت من أجل تضافر جهود جميع بلدان الاتحاد الإفريقي بغية تسطير إستراتيجية موثوقة وناجعة لمواجهة التهديد الإرهابي في القارة قاطبة ستواصل جهودها بالتنسيق مع كافة الشركاء الأفارقة للقضاء على الإرهاب". من جهتها أدانت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقى نكوسازانا دلامينى زوما بشدة الاعتداء الارهابي الذي استهدف نجامينا معربة عن تضامن الاتحاد الافريقي التام مع الشعب و الحكومة التشاديتين و كذا مع البلدان الاخرى المتضررة من نشاطات الجماعة الارهابية بوكو حرام. وأوضحت أن "هذا الاعتداء الجديد الشنيع و الاعتداءات الاخرى التي وقعت بالمنطقة سيما بنجامينا و في مناطق أخرى من القارة تعد دليلا اضافيا على ضرورة و حتمية القيام بعمل افريقى أكثر صرامة و تنسيقا لمكافحة افة الارهاب و التطرف العنيف". وجددت زوما تنويه الاتحاد الإفريقي بالبلدان الأعضاء في لجنة حوض بحيرة تشادالكاميرونالنيجرنيجيرياتشاد و البنين للجهود الكبيرة المبذولة في اطار القوة متعددة الجنسيات المختلطة التي تم انشاؤها من اجل مكافحة الجماعة الارهابية "بوكو حرام". من جهتها أكدت الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامى رفضها لهذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف الأبرياء ولا تراعي حرمة النفس البشرية وخاصة في العشر الاواخر من شهر رمضان الكريم. وأكد الامين العام للمنظمة اياد بن أمين مدنى في بيان صحفي " تضامن المنظمة التام مع حكومة وشعب تشاد فى مواجهة الارهاب والقضاء عليه". وأكدت قطر بدورها أن "هذه الأعمال الاجرامية التي تستهدف الابرياء تتنافى مع كافة الشرائع السماوية والمبادئ الانسانية" ودعت الى ضرورة تعزيز الجهود الاقليمية والدولية من اجل التصدي لاعمال العنف. وجددت قطر رفضها التام للعنف والارهاب بكافة صوره واشكاله مهما كانت دوافعه ومسبباته مشددة على تضامن البلاد مع حكومة وشعب تشاد. للإشارة فإن حركة "بوكو حرام" التي تعني بلغة قبائل الهوسا "التعليم الغربي حرام" تنشط في شمال نيجيريا وتسعى إلى منع التعليم الغربي و الثقافة الغربية عموما و ترى أنها "إفساد للمعتقدات الإسلامية" كما تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وهي حركة محظورة رسميا. وتأسست الجماعة عام 2002 في ولاية بورنو بشمال نيجيريا بزعامة المدرس ورجل الدين محمد يوسف. و تتكون الحركة أساسا من الطلبة الذين غادروا مقاعد الدراسة بسبب رفضهم المناهج التربوية الغربية إضافة إلى بعض الناشطين من خارج البلاد.