اهتزت العاصمة التشادية نجامينا اليوم الاثنين على وقع هجوم انتحاري مزدوج خلف 27 قتيلا على الأقل و حوالي 100 جريح في أول هجوم انتحاري تنفذه جماعة بوكو حرام في هذا البلد الذي يعتبر حليف رئيسي في المعركة ضد الإرهاب في منطقة غرب أفريقيا. و قالت مصادر طبية إن 19 قتيلا نقلوا اليوم إلى مشرحة مستشفى (الصداقة) التشادي-الصيني الواقع على مقربة من مدرسة الشرطة في العاصمة. و أضاف ذات المصدر ان انفجار آخر وقع أمام المديرية العامة للشرطة خلف 8 قتلى نقلت جثثهم إلى المستشفى المركزي بالمدينة فضلا عن إصابة 10 آخرين . اجتماع طارئ لبحث الحادث و إجراءات أمنية مشددة و أمام الحادثين الدمويين دخلت الحكومة التشادية في اجتماع طارئ بحضور الوزير الأول وعدد من أعضاء الحكومة وقادة المؤسسة العسكرية والتشكيلات الأمنية و شكلت "خلية أزمة" وتعهد المسؤولون التشاديون بكشف ملابسات الأحداث بعد نهاية الاجتماع الذي ينتظر أن يتواصل حتى وصول الرئيس ادريس دبي الذي يتواجد حاليا في جنوب إفريقيا للمشاركة في قمة قادة و رؤساء دول حكومات الاتحاد الإفريقي المنعقدة في جوهانسبورغ. و حسب بعض المصادر الإعلامية المحلية في انجامينا فإنه من المتوقع أن يعود الرئيس إدريس ديبي إلى البلاد مساء اليوم. وكانت الملفات الأمنية حاضرة ب"قوة" في أجندة القادة الأفارقة المجتمعين في جنوب لا سيما فيما يتعلق بالوضع في شمال نيجيريا وتزايد خطر جماعة بوكو حرام التي أصبح يشكل تهديدا حقيقيا لدول المنطقة و الساحل الصحراء. و أغلقت الشرطة التشادية الطرق المؤدية إلى كل من مستشفى (الصداقة) والمستشفى المركزي وانتشرت قوات الأمن في إرجاء المدينة . يذكر ان السلطات التشادية قد عززت من الإجراءات الأمنية منذ عدة أشهر تحسبا لأي هجمات يمكن أن تشنها حركة بوكو حرام منذ أرسلت تشاد قواتها لمحاربتها في نيجيريا المجاورة. وقال وزير الاتصالات حسن سيلا بكاري في التلفزيون الرسمي إن "بوكو حرام أخطأت باستهدافها تشاد... ستتم مطاردة هؤلاء الإرهابيين الخارجين عن القانون وتحييدهم أينما كانوا". من جهته قال وزير الداخلية التشادي عبد الرحيم بريمي حامد إن انتحاريا واحدا على الأقل هاجم مقرات للشرطة والمخابرات في العاصمة نجامينا اليوم في هجوم هو الأول من نوعه على المدينة مشيرا الى قوات الأمن أغلقت المنطقة وتتعامل مع الوضع. الحرب ضد بوكو حرام متواصلة و في إطار محاربة جماعة بوكو حرام المتطرفة أعلنت نيجيريا والدول المجاورة لها الأسبوع الماضي خلال قمة استضافتها ابوجا الاتفاق على تشكيل قوة إقليمية بحلول يوليو المقبل و يرتقب ان تبدأ عملها في نوفمبر المقبل وستكون بقيادة نيجيرية على الأرجح وذلك من أجل استئصال الجماعة الإرهابية التي تسببت في مقتل 15 ألف شخص في شمال شرق نيجيريا حتى الآن وفق إحصائيات غير رسمية. ووضعت القمة التي ترأسها الرئيس النيجيري الجديد محمدو بوهاري رفقة رؤساء البلدان المجاورة اللمسات الأخيرة على تشكيل قوة اقليمية قوامها 9 الاف جندي وشرطي ومدني من البلدان الخمسة على أن يكون مقر قيادتها في العاصمة التشادية نجامينا. يذكر ان تشاد خسرت العشرات من جنودها في شمال مالي وشمال نيجيريا وشهدت عددا من الهجمات على مقربة من حدودها مع نيجيريا لكنها المرة الأولى التي تتعرض فيها العاصمة لهجوم. وتعد تشاد من الدول المنخرطة منذ يناير الماضي ضمن الجهود العسكرية لدول (حوض بحيرة تشاد المعنية لصد هجمات جماعة بوكو حرام) المسلحة. وأجبرت "انتهاكات" الجماعة المسلحة الكاميرون ودول (حوض بحيرة تشاد) على البحث عن حلول مشتركة لمواجهة مد الإرهاب المتنامي في المنطقة فدفعت تشاد في 16 يناير الماضي بقوات تتألف من 2500 عسكري إلى شمال الكاميرون لمساعدتها على القضاء على هذه الجماعة ومنع توسعها نحو بلدان أخرى قبل أن تنضم إليها النيجر. الجزائر و فرنسا تدينان التفجير المزدوج و في اول ردود افعال على هذا العملية الا نتحارية المزدوجة أدانت الجزائر على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف "بشدة" التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا اليوم الاثنين مركز الشرطة وأكاديمية الشرطة بنجامينا (تشاد). و اضاف السيد بن علي شريف يقول "إذ نعرب عن تضامننا الكامل و المطلق مع حكومة تشاد و شعبها نتقدم بتعازينا لعائلات ضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية" مجددا "رفضنا و إدانتنا للارهاب في كل اشكاله و مظاهره و دعمنا لتشاد في كفاحه المميز ضد هذه الآفة". و قال "نشيد بهذا الصدد بالتزام و جهود تشاد وبلدان المنطقة الرامية لإقامة تنسيق وثيق و تعاون فعال بغرض نشر سريعا قوة تدخل مشتركة متعددة الجنسيات قادرة على القضاء على جماعة بوكو حرام الإرهابية التي تشكل تهديدا خطيرا على السلم والأمن ليس فقط بالنسبة للمنطقة و إنما لقارتنا الافريقية برمتها". من جهتها أدانت فرنسا الهجمات الدامية التي هزت نجامينا مؤكدة دعمها للسلطات التشادية في مكافحة الإرهاب. و قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال-في تصريح له اليوم ان بلاده "تدين الاعتداءات ضد مركز و مدرسة للشرطة في نجامينا و تقف الى جانب تشاد و شركائها الافارقة في مكافحة الإرهاب".