نُقل عن سكان العاصمة اليمنية صنعاء قولهم إن طائرات التحالف الذي تقوده السعودية شنّت غارات مكثفة على صنعاء وتعز، وذلك منذ الوهلة الأولى من سريان مفعول الهدنة الإنسانية التي دعت إليها الأممالمتحدة. وتهدف هذه الهدنة التي توسطت فيها الأممالمتحدة لمدة أسبوع لتوصيل المساعدات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني يعيشون ظروفا إنسانية جد صعبة جراء الحرب. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت على لسان المتحدث باسمها، ستيفان دوجاريك، بأن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد تلقى تأكيدات، عبر مبعوثه الخاص، من الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وغيرهم من الأطراف، على أن الهدنة ستحترم بشكل كامل، وأن المقاتلين الخاضعين لسيطرتهم سوف لن يرتكبوا أية انتهاكات في هذا الشأن، مشددا على ضرورة ايصال المساعدات الإنسانية دون عوائق برا وبحرا وجوا. ومن جهته، أبلغ عبد ربه منصور هادي التحالف موافقته على الهدنة الإنسانية إلى أواخر شهر رمضان لضمان دعم أعضاء التحالف وتعاونهم. كما أصدرت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، بيانا مشتركا مع مفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانديس، دعا كافة الأطراف إلى الالتزام بشروط الهدنة والسماح بالوصول الكامل دون عوائق لشحنات الغذاء جوا وبحرا وبرا بما ينسجم مع مبدأ الحياد كي تُوزع المساعدات في عرض البلاد وخاصة في المناطق الأشد تأثرا من القتال. وتبادل الحوثيون والمقاتلون المناهضون لهم في تعز التهم بخرق الهدنة. ففي حين اتهمت ما تعرف في اليمن ب”المقاومة الشعبية ” الحوثيين بخرق الهدنة وقصف أحياء في المدخل الغربي لمدينة تعز ومنع ناقلات المياه من تزويد مدينة تعز بالمياه النقية، اتهم الحوثيون في المقابل المقاتلين المؤيدين للسلطة المعترف بها دوليا بخرق الهدنة ومهاجمة موقعين لهم في منطقة الضباب وجبل جرّه. وقال شهود عيان ل”بي بي سي” إن مقاتلات التحالف بقيادة السعودية قصفت بالتزامن مع بدء سريان الهدنة موقعا للحوثيين في جبل الزنوج بمدينة تعز. ومن جانبه، قال المتحدث باسم قوات التحالف، العميد أحمد العسيري، إن التحالف غير ملزم بالهدنة إذا لم يكن هناك ضمانات بالتزام ميليشيا الحوثي وصالح بها. وأكد عسيري، على ضرورة أن يكون هناك آلية للهدنة من خلال وجود مراقبين بحسب ”المشهد اليمني”. وأضاف المتحدث باسم قوات التحالف ”ميليشيات الحوثي وصالح لم تعلن التزامها بالهدنة وهي من تصادر المواد الإغاثية وهي سبب الأزمة على الأرض”. وتجدر الاشارة أنّ الأوضاع الإنسانية المتفاقمة أدرجت اليمن في خانة الطوارئ القصوى في تصنيف الأممالمتحدة إلى جانب دولة جنوب السودان وسوريا والعراق من حيث الاحتياجات الإنسانية العاجلة، جراء النقص في مياه الشرب والكهرباء والوقود، إضافة إلى تعطل وصول المواد الغذائية إلى المحال والأسواق، بسبب استمرار المواجهات على الأرض في مناطق مختلفة من البلاد، ومواصلة التحالف فرض حظر جوي وبري وبحري على اليمن.