هاجس وباء الايبولا الذي لا زال يخيم على دول افريقية منذ ظهوره نهاية 2013 غرب القارة سيكون الثلاثاء موضوع مؤتمر دولي يرعاه الاتحاد الافريقي بعاصمة غينيا الاستوائية "مالابو" بغرض تحديد سبل رفع هذا التحدي ليس من قبل دول افريقيا فحسب بل العالم . ويمثل الجزائر في المؤتمر وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف الذي عينه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للمشاركة في الدورة الوزارية المخصصة لتمويل وتعزيز الأنظمة الصحية و في الدورة العامة لرؤساء الدول والحكومات بمالابو. كما يشارك في المؤتمر الدولي ندوة رؤساء الدول والحكومات و وزراء ومسؤولون صناعيون وشركاء لتبادل التجارب فيما يخص مكافحة مرض ايبولا ولمناقشة وسائل تعزيز وتوطيد الانظمة الصحية لمواجهة هذا الوباء. وترمي هذه الندوة الدولية حول مكافحة افريقيا لداء الايبولا والتي تنظمها المفوضية الافريقية طبقا لقرار ندوة رؤساء الدول الى تحديد الاجراءات التي ينبغي اتخاذها لوضع انظمة صحية وطنية متينة تتمتع بعدد كاف من الموظفين والتمويل و تكون قادرة على مواجهة المخاطر الصحية وتوفير خدمات صحية وقائية وعلاجية جيدة. كما سيناقش المشاركون "تطوير وتعزيز شبكة مراقبة داء ايبولا بالتنسيق مع المراكز الافريقية لمراقبة الاوبئة والوقاية منها". --ايبولا يخلف الالاف من الوفيات والمخاوف تزداد ما دام قائما-- فقد خلف داء ايبولا الذي ظهر في ديسمبر 2013 في غينيا أكثر من 11 ألف قتيل من بين أكثر من 27 الف شخص مصاب. أكثر من 99 بالمئة من الضحايا يعيشون في غينيا وسييراليون وليبيريا . فمنذ ديسمبر 2013 وفيروس الايبولا يضرب دول غرب افريقيا وخاصة غينيا وسيراليون وليبيريا مخلفا الاف الوفيات في هذه الدول .انتشار الوباء اثار حالة من القلق في العالم خاصة بعد ظهور عدد من الاصابات في اوروبا والولايات المتحدة. وقد نجحت نيجيريا وجمهوية الكونغو الديمقراطية في القضاء عليه بعد اشهر من تفشيه في اراضيها . لكن قصة نجاح ليبيريا في استئصاله سرعان ما انهارت مع اكتشاف حالات اصابات جديدة بالوباءبعد 42 يوما دون ظهور أي حالات جديدة. وكانت ليبيريا التي شهدت وفاة 4800 شخص من بين 11200 راحوا ضحية تفشي الوباء في منطقة غرب افريقيا قد أعلنت في التاسع من مايو الماضي خلوها من المرض حتى في الوقت الذي ظل فيه التفشي يصيب ضحايا جددا في سيراليون وغينيا المجاورتين ليعاود بعدها الظهور بقوة. وتعد بلدان كسيراليون وليبيرياوغينيا من اكثر الدول التي شهدت تفشيا للمرض لينتشر منها إلى بلدان أخرى بغرب القارة الافريقية كنيجيريا ومالي والسينغال وبعض البلدان الأوروبية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد المصابين بهذا الوباء في العالم بلغ أكثر من 27 ألف شخص توفي منهم أكثر من 11 ألفا. الا ان افريقيا سبق وان تعرفت على هذا الوباء القاتل في السبعينيات عندما ظهر أول مرة في منطقة نزارا بالسودان وفي يامبوكو بالكونغو الديمقراط عام 1976 وسبب حمى نزفية شديدة الخطورة غالبا ما تنتهي بوفاة المصاب. والى اليوم لا يوجد تطعيم أو ادوية مصرح بها لعلاج فيروس ايبولا. -- تعبئة شاملة للقضاء على الفيروس وازاحة الخطر-- وقد هيمن الوباء أو كان على أجندة العديد من اللقاءات الافريقية ومنها قمة الاتحاد الافريقي الاخيرة بجوهانسبورغ بجنوب افريقيا شهر جوان الماضي كما دعت العديد من المنظمات العاملة في مجال الصحة في العديد من المرات الى تقديم دعم عالمي أكثر التزاما للتصدي لوباء ايبولا مستقبلا وذلك في ظل كثرة أعداد الأشخاص الذين توفوا غرب افريقيا وكان من الممكن إنقاذهم من الموت من خلال تقديم مساعدة أكثر فاعلية وفي وقت مبكر. واليوم وجه الاتحاد الافريقي دعوة الى الغاء ديون الدول الثلاث المتضررة من الايبولا "سيراليون وغينيا وليبريا "والمقدرة 1ر3 مليار دولار . واكد نائب الامين التنفيذي للجنة الاقتصادية للامم المتحدة بافؤريقيا عبد الله حمدوك دعمه لهذه الدعوة وقال انني أساند الغاء ديون هذه الدول . وكانت منظمات خيرية محلية وجهت اصابع الاتهام الى أوساط سياسية والى منظمة الصحة العالمية في الإستهانة بخطورة الوضع وجديته. تجدر الاشارة هنا الى ان المكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية انشأ في يناير الماضي لجنة من الخبراء الدوليين المستقلين للتحقيق في استجابتها للمرض الذي أدى إلى مصرع الآلاف في غرب إفريقيا. وحيث اكدت اللجنة اثر التحقيق الذي اجرته ان المجتمع الدولي فشل في منع تفشي مرض الإيبولا القاتل شددت على ضرورة إحداث تغييرات كبرى لمنع تكرار مثل هذه المآسي مستقبلا. وعن المساهمات المالية للدول من اجل مكافحة الوباء قدمت المفوضية الأوروبية 869 مليون أورو بما في ذلك 660 مليون أورو خصصت للتنمية ترمي الى دعم خطط إعادة التقويم بالبلدان الثلاثة المعنية. وحسب المفوض الأوروبي المكلف بالمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس ف"سيظل الخطر قائما ما لم نتمكن من الوصول الى صفر حالة " مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل التعبئة بشكل قوي وبكل عزم للقضاء نهائيا على الفيروس. كما وعد المشاركون في أشغال المؤتمر الدولي للتعافي من فيروس إيبولا الذي عقد الجمعة من الاسبوع الماضي بمقر الأممالمتحدة بنيويور ك بتقديم 3.4 ملياردولار لمساعدة دول غرب إفريقيا المتضررة بالفيروس.