يلتئم مجلس الأمن لمنظمة الاممالمتحدة اليوم الخميس في اجتماع طارئ لبحث السبل الكفيلة بالحد من إنتشار فيروس "إيبولا" القاتل الذي قد يتحول إلى "كارثة الإنسانية" خاصة وأنه أودى لحد الآن بحياة أكثر من 2400 شخص في منطقة غرب إفريقيا منذ اكتشافه في مارس الماضي. وسيضم اجتماع اليوم ممثلين عن البلدان الأكثر إصابة بالإيبولا على غرار ليبيريا وسيراليون وغينيا بشكل خاص كما يفترض أن يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغاريت شان والمنسق الأممي لإيبولا ديفد نابارو. وأعربت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور التي تتولي الرئاسة الدورية للمجلس لشهر سبتمبر الجاري عن أملها في أن يفضي هذا الاجتماع إلى"التزامات ملموسة" لمكافحة الوباء الذي تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يخلف مزيدا من الضحايا خاصة في بلدان غينيا وسيراليون وليبيريا. واعتبرت السفيرة الأميركية أنه "أمر غير اعتيادي" أن يبحث المجلس المكلف بالسهر على السلام والأمن الدوليين ملفا متعلقا بالصحة العامة وأكدت "أنه أمر أساسي أن نبحث انتشار الوباء وأن نقوم بتعبئة الموارد" لمحاربته. وبدت الدبلوماسية الأميركية متفائلة بإمكانية احتواء وباء إيبولا وإن أقرت بأن الرد الجماعي الدولي على الوباء لم يكن كافيا داعية إلى تجنب الاستسلام لحالة الهلع التي أثارها تفشي وباء إيبولا في أفريقيا الغربية وهو الأخطر في تاريخ هذه الحمى النزفية التي اكتشفت عام 1976. وإلى جانب اجتماع مجلس الأمن يرتقب أن ينعقد اجتماع وزاري حول إيبولا يوم 25 سبتمبر الجاري في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيتم بعد ذلك طرح مشروع قرار حول "الإيبولا" كانت قد أعدته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا). -- إستعداد دولي لمواجهة الوباء -- ويأتى إجتماع مجلس الامن اليوم في ظل الوضع الهش الذي تعرفه العديد من دول غرب إفريقيا خاصة بعد بلوغ عدد الوفايات جراء المرض ال2400 شخصا فضلا عن 4784 حالة إصابة وعليه حذرت منظمة الصحة العالمية أن انتشار مرض ايبولا سيكلف قرابة مليار دولار لاحتوائه حتى لا يتحول "لكارثة الإنسانية" مشيرة إلى أن "عدد حالات الإصابة بالوباء قد يتضاعف في غرب افريقيا كل ثلاثة أسابيع". كما أن هذا الوباء قد طال العديد من بلدان الغرب الإفريقي كليبيريا وسيراليون وغينياونيجيرياوالسنغال والكونغو الديمقراطية منذ اكتشافه في مارس الماضي في حين تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن قرابة نصف عدد الحالات المسجلة بالإصابة بالمرض سجلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. من جانبها، انتقدت منظمة "أطباء بلا حدود" رد الفعل العالمي على مخاطر هذا الوباء ووصفته بأنه "دون المستوى المطلوب بكثير". وبناءا على ذلك ناشدت مفوضية الإتحاد الأوروبي دولها الأعضاء بتعويض الوقت الضائع في مكافحة الفيروس وذلك في إجتماع أكدت فيه عشر دول إلتزامها بتخصيص الموارد اللازمة لذات الغرض. ودعت المفوضية إلى تحديد المساهمات "بالأرقام" لتوفير مبلغ 150 مليون يورو الذي سبق أن أعلنت بروكسل عن تقديمه مشيرة إلى أن التعبئة الأوروبية باتت أكثر أهمية نظرا إلى أن المجتمع الدولي "خسر وقتا ثمينا" في البداية لإبداء رد فعل على المرض. كما يعتزم الولاياتالمتحدة ارسال حوالى ثلاثة الاف عسكري الى غرب افريقيا للمشاركة في مكافحة فيروس ايبولا حيث من المقرر ان يتركز انتشار العسكريين في ليبيريا احد البلدان الثلاثة الاكثر اصابة بالمرض مع سيراليون وغينيا على ان يقام مركز قيادي في العاصمة مونروفيا. أما استراليا فقد أعلنت أمس على تخصيص 7 ملايين دولار إسترالي (6.4 ملايين دولار أمريكي) إضافية لدعم الجهود الدولية للتصدى للإيبولا إضافة إلى مليون دولار أسترالي كانت كانبيرا قد وعدت بتقديمها سابقا في ذات الإطار. وكان وزير الدفاع الليبيري قد حذر من أن وباء إيبولا المنتشر بدول عدة في غرب أفريقيا يهدد بلاده في وجودها مشيرا إلى أن المرض "ينتشر مثل حريق في غابة ويلتهم كل شيء في طريقه". -- إجراءات وقائية في العديد من الدول -- وكإجراء وقائي دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تحرك سريع لمواجهة الوباء خلال معتبرا أن ايبولا "لا يشكل تهديدا للأمن الإقليمي فحسب بل تهديدا محتملا للأمن العالمي إذا انهارت هذه البلدان وانفجرت اقتصاداتها وأصيب سكانها بالهلع". ولفت النظر إلى أن العالم "يتحمل مسؤولية التحرك في شكل أكبر" مؤكدا أن بلاده "مستعدة لأداء دور محرك في مواجهة هذا الوباء الذي ينتشر في شكل استثنائي". وأعلن الرئيس الامريكي عن إنشاء جسر جوي لإيصال الطواقم الصحية والتجهيزات بشكل أسرع إلى غرب افريقيا إضافة إلى قاعدة وسطية في السنغال للمساعدة في توزيع المساعدات على الأرض بوتيرة أسرع. من جانبها وضعت السلطات السعودية برنامجا لفحص للحجاج من أجل اكتشاف المرضى بفيروس إيبولا مع استعداد المملكة لاستقبال زهاء ثلاثة ملايين حاج بينهم أعدادا قادمة من منطقة الوباء. كما أعدت السلطات السعودية فرقا طبية للتدخل السريع لمعالجة من يشتبه في أنهم مصابون بفيروس إيبولا وسوف يفحص أعضاء طواقم طبية يضعون ملابس واقية جميع الركاب (الحجاج) بمجرد وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي حيث يملأ الركاب استمارات طبية وتقدم لهم الأدوية بمجرد نزولهم من الطائرات. وكانت السلطات السعودية قد منعت الوافدين من سيراليون وليبيرياوغينيا إلى الحج هذا العام خوفا من تفشي مرض إيبولا إلا أنها أعلنت أنها ستسمح للنيجيريين بأداء الفريضة معتبرة أن قلة حالات الإصابة في نيجيريا أقل إثارة للقلق. وبدورها، أكدت الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم (كاف) أن دول غينياوليبيريا وسيراليون لن تتمكن من استضافة مباريات دولية على أراضيها بسبب تفشي وباء إيبولا في هذه الدول.