أبهرت السهرة الأولى لمهرجان جميلة العربي (سطيف) في طبعته ال11 ليلة الخميس إلى الجمعة الحضور بطبق فني جزائري خالص كما عبر خلالها الفنانون عن حب الوطن و الدعوة للمحافظة على وحدته. وجاءت تلك السهرة التي أعقبت الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و ذلك بموقع جميلة الأثري تحت شعار " شعب واحد وطن واحد " لتبرز مدى ثراء الثقافة الجزائرية من خلال كوكتيل للطبوع الفنية الجزائرية حظي بتجاوب من الجمهور . وصنع مشاهد تلك السهرة كل من فرقة البارود لغرداية التي قدمت استعراضات فلكلورية قبل أن يعطي الشاب كريم كونغ إشارة انطلاق هذه الفعالية الفنية بأغنية جد مؤثرة "بن مهيدي" التي أداها بتأثر وهو يردد العربي بن مهيدي بلادنا بلا بينا ما يبنيها حتى واحد " و ذلك في طابع "الراب" ما أضفى مشاعر الوطنية وسط الحضور. وبعد أداء مقاطع من التراث السطايفي للمرحوم سمير السطايفي من طرف شباب هواة رفعت فرقة "أمزاد" من تمنراست سقف الإبداع بلباسها التقليدي التارقي و كلماتها المعبرة عن الأصالة و التراث وهي الفرقة التي تجوب المحافل الفنية دوما للتعريف بتنوع و ثراء الفن الجزائري المرتبط بالطبيعة و الإنسان . وبدوره لم يتخلف الشاب عزو بعد ذلك عن تقديم جديده المتمثل في أغنية تمجد تضحيات شهداء الوطن و الجيش الوطني الشعبي الذين سقطوا مؤخرا في ساحة الشرف بعين الدفلى دفاعا عن الوطن وقيمه. وتواصلت السهرة بصعود كل من كمال النايلي و الفنان عليلو وعماد أمير ثم حورية بابا ليقدموا أنغاما نايلية و قبائلية و سطايفية ثم وهرانية. وكان كادير الجابوني النجم الذي استقطب اهتمام و تجاوب الجمهور الذي يحفظ كلمات أغنيه عن ظهر قلب. وقد صنع كادير بالمناسبة عروضا وحركات لم تغفلها الكاميرات و لا الأعين سواء على ركح المهرجان أو وسط الجمهور الذي رقص فيما أطلقت النساء زغاريد من حناجرهن. وكانت اللحظة القوية تلك التي اختتمت بها السهرة الأولى حينما صعد جميع منشطي الحفل من الفنانين ليؤدوا أغنية "يحياو أولاد بلادي" للمطرب الكبير رابح درياسة بصوت واحد مع جمهور أعجبته اللفتة كثيرا. وقد أشاد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بالمستوى الفني الراقي للسهرة الأولى وحسن تنظيمها بمنطقة عزيزة من الجزائر العميقة -كما قال- مشيرا إلى أن مهرجان جميلة العربي "فعالية ناجحة يتعين دعمها و ترقيتها " حتى تقدم الجديد دائما من الإبداع الفني الوطني و العربي. وفي رده على أسئلة الصحافيين أكد الوزير بأن كل المهرجانات الجزائرية الحالية و البالغ عددها 176 مهرجانا سيتم الإبقاء عليها ولكن من الضروري - كما قال- أن يتم تقييم أداءها لتفادي أي رتابة أو روتين قد يطبعها كما يمنحها النجاعة التي تحتاجها من أجل قوة أكبر للمواصلة. وأضاف السيد ميهوبي بأن التقييم الجاري و الذي ستعرف نتائجه في الأسابيع القادمة سيشمل شتى الجوانب التنظيمية و التقنية ومسائل مرتبطة بالتمويل وتوقيت التنظيم ومحاور أخرى . ويتواصل مهرجان جميلة سهرة اليوم الجمعة مع وجوه فنية جزائرية أيضا على غرار جهيدة و فرقة إيثران لغرداية و فريد حوامد وكمال القالمي إلى جانب الفنان اللبناني سعد رمضان خريج البرنامج التلفزيوني ستار أكاديمي.