تراهن ولاية بومرداس على إستعادة حيويتها في المجالالسياحي بتثمين و ترقية قدراتها المتنوعة في المجال تؤهلها لحجز مكان لائق ضمنالمدن الجذابة المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وإستغلالها في خلق ثروة بديلةعن قطاع المحروقات. وتتلائم هذه المؤهلات مع برنامج الحكومة المتطلع إلى خلق تنمية اقتصاديةشاملة خارج مجال المحروقات عن طريق الاستغلال الأمثل لكل الإمكانات والخصوصياتالمحلية لمختلف جهات الوطن. لهذا الغرض سعت الولاية في السنوات الأخيرة من خلال البرامج التنمويةالمتعددة و الأغلفة المالية المرصودة إلى توفير البنية التحتية الأساسية من طرقو كهرباء و مياه و غيرها الكفيلة بجلب اهتمام المستثمرين من داخل و خارج الوطن. وتتطلع الولاية -التي رقيت إلى مصاف ولاية مع التقسيم الإداري لسنة 1985- من خلال ذلك إلى مستقبل واعد في هذا المجال خاصة وأنها استعادت حيويتها التنمويةعقب تعرضها إلى زلزال مدمر سنة 2003 و كذا عافيتها من ويلات الإرهاب. قدرات و مؤهلات سياحية عذراء و طموحات كبيرة تم التوجه عبر سنوات متعددة نحو فتح آفاق تنموية جديدة بهذه الولاية التي تحصيما يفوق عن 900.000 نسمة ترتكز على تثمين مؤهلاتها السياحية المتنوعة التي تزالمعظمها على حالتها العذراء بغرض تحقيق طموحاتها الكبيرة المتمثلة في جعلها أحدأجذب المدن بساحل البحر الأبيض المتوسط. وتتمثل أهم هذه القدرات في ساحل جميل يمتد على طول يزيد عن 90 كلم مقسمإلى 57 شاطئ منه 35 شاطئ مسموح به السباحة -لا يزال خالي من مختلف المشاريع السياحية- يجلب إليه في كل صائفة ما يزيد عن 11 مليون مصطاف. وتزين الشواطئ المذكورة و تزيدها رونقا و جمالا غابات عذراء خلابة تقعبمحاذاتها استفاد البعض منها من عمليات التهيئة و جزء متبقي ينتظر دوره على غرارغابة "مويلحة" ببودواو البحري و قورصو و زموري البحري و "الساحل" بسيدي داود و"بوغربي" بدلس و "ميزرانة" بأعفير. و للسياحة الجبلية مكانتها أيضا في الولاية حيث أعيد الإلتفات إليها فيالسنوات ألأخيرة بعد تطهيرها من الإرهاب على غرار منطقة بوزقزة قدارة و" القلعة" ببني عمران و "ذراع الحفا" بالأربعطاش و "إيغيل"بالناصرية. إلى جانب ذلك تزخر الولاية بمواقع أثرية تاريخية و أخري حموية متنوعةتنتظر الاستغلال الجيد و إعادة التأهيل تقع بضواحي بلديات يسر و وزموري و الناصريةو أعفيرو تاورقة. ترقية الوجهة السياحية بإنشاء 4 مسالك سياحية و بيئية تم مؤخرا الانتهاء من إعداد الدراسات المتعلقة بإنشاء أربعة مسالك بكلمن سد الحميز و قاعدة الحياة بالحميز ببلدية الأربعطاش و سد بني عمران و غابة"أسوف " بدلس إضافة إلى تهيئة ميناء دلس القديم و تجهيزه بكل وسائل الراحة بغرضترقية و تدعيم الوجهة السياحية و البيئية عبر الولاية حسب المديرية المحلية للقطاع. وسيتم تهيئة و تجهيز المسالك المذكورة لاحقا في إطار المخطط التوجيهيللتهيئة السياحية بتزويدها بفضاءات خضراء مخصصة للعائلات و أخرى للعب الأطفال وتهيئة المسالك المؤدية إليها و الإنارة العمومية و المياه و غيرها. ويرتقب تدعيم حظيرة الأسرة بالولاية في السنوات الخمس القادمة بنحو 20.000سرير جديد من خلال إنجاز 101 مشروع سياحي اعتمد مؤخرا من طرف اللجنة الولائية للمساعدةعلى تحديد المواقع و ترقية الاستثمار و ضبط العقار (كالبيراف). وفي هذا السياق، أكد مدير السياحة السيد زوليم نور ل"وأج" أن المشاريعالسياحية المذكورة التي تم توطينها خارج مناطق التوسع السياحي هي قيد الانطلاقفي الإنجاز و باقي المشاريع التي وطنت بداخل مناطق التوسع السياحي لم تنطلق بعدلأن العمل جاري حاليا لإنجاز المخططات التوجيهية. وسيتم الرفع مستقبلا مع عدد الأسرة المذكورة -يضيف نفس المسؤول- من خلالرفع عدد مشاريع الاستثمار السياحي المعتمدة لتصل مع نهاية سنة 2015 إلى "نحو150أو 160 مشروعا جديدا". كما يجري تدعيم حظيرة الأسرة كذلك من خلال إنجاز خارج مناطق التوسع السياحيحاليا 21 مشروعا سياحيا (فنادق) بطاقة استيعاب إجمالية تصل إلى 2700 سرير تضافإلى المشاريع المستغلة حاليا و المقدرة ب 19 فندقا توفر 3000 سرير و 9 مخيمات ب5000 سرير و 14 مركز تخيم بطاقة 7000 سرير. زهاء خمسة ألاف هكتار موجهة للاستثمار ضمن مناطق التوسع السياحي عبر الولاية تضع الولاية تحت تصرف المستثمرين عقارا يناهز الخمسة آلاف هكتار ب 11 منطقةللتوسع السياحي ضمن خطة تتطلع الولاية من خلالها إلى جلب عدد كبير من المستثمرينللرفع من قدراتها الاستيعابية و ترقية نوعية الخدمات حسب مدير السياحة. و بغرض توسيع الوعاء العقاري المقترح للمستثمرين و تنويع المنتج السياحيو ترقيته في آفاق 2025 تم اقتراح إنشاء كذلك ثمانية مواقع و منطقة في مساحة تتجاوزأل 17 ألف هكتار وفقا لذات المسؤول. ومن بين أهم مناطق التوسع السياحي المقترحة في هذا الإطار تلك المخصصةلتطوير السياحة الحموية ب"عمال" و الأخرى المخصصة لترقية السياحة الجبلية و الرياضيةبخميس الخشنة و الأربعطاش و الناصرية. وسيتم بأعالي بلدية لقاطة و ضواحي زموري تثمين المنتوج السياحي الثقافينظرا لإمكانياتهما الأثرية والحضارية.