دعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي يوم الخميس ،الاتحاد الأوروبي إلى تغليب الجانب الإنساني في التعامل مع اللاجئين، في حين أكدت بريطانيا استعدادها لتحمل "مسؤولياتها الأخلاقية" في أزمة اللاجئين. وقال رينتسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات عقب مباحثات ثنائية بمدينة البندقية أنهما متفقان على "ألا مجال للنقاش بشأن ضرورة إنقاذ الأرواح البشرية قبل أي شيء" منوها بتعاون مالطا في إنقاذ 115 ألف مهاجر وصلوا ايطاليا بحرا هذا العام. وشدد الوزير الإيطالي على ضرورة أن "تظهر أوروبا وجهها الإنساني الذي لم تتمكن دائما من إظهاره" في إشارة إلى تصريحات بعض رؤساء الحكومات الأوروبية الداعية لإغلاق الحدود، موضحا أن الاتحاد الأوروبي" لا يواجه مجرد حالة طوارئ عابرة بل تحديا كبيرا يحتاج إلى سياسة أوروبية كلية تشمل جميع الجوانب" وردا موحدا ابتداء من "حق اللجوء الأوروبي" واستقبال اللاجئين وإدارة الطوارئ وكذلك نظام أوروبي للترحيل وإبعاد المتسللين إلى بلادهم الأصلية. وأوضح أن هذه الإستراتيجية الشاملة المطلوبة يجب أن تشمل "التدخلات الأساسية في دول الهجرة وتعزيز التعاون الدولي ومساعدات التنمية لاسيما في أفريقيا". وفي هذا الصدد أعلن رينتسي وموسكات أن مالطا ستستضيف يومي 11 و12 نوفمبر المقبل قمة أوروبية أفريقية مخصصة تحديدا لقضايا الهجرة والتنمية في أفريقيا "ستضع صوب أعينها صياغة استراتيجية مشتركة طويلة المدى". من جانبه أكد رئيس وزراء مالطا عدم إمكانية مواجهة مشكلة الهجرة المستمرة منذ سنوات طويلة على مستوى كل دولة بمفردها خاصة وأن المشكلة أوروبية عامة ولا تقتصر على بلد دون غيره معتبرا اجتماعا أوروبيا يعقد ببروكسل في 14 سبتمبر الجاري "خطوة نحو توزيع الأعباء". وفي سياق متصل أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم إن بريطانيا "سوف نتحمل مسؤولياتنا الأخلاقية" معربا عن تأثره "الشديد" لرؤية صورة الطفل السوري الذي عثر عليه ميتا على شاطئ تركي قائلا "كل من شاهد تلك الصور ليلا تأثر وكوني أبا فقد تأثرت بشدة لمشهد هذا الطفل الصغير على شاطئ في تركيا". وأكد أن بلاده ستبقي عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد "قيد المراجعة" موضحا أن لندن "ستقوم بأكثر من ذلك ولهذا السبب أرسلت البحرية الملكية إلى المتوسط". واعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن "الحل ليس باستقبال الناس فقط" ، مشددا على ضرورة إيجاد "حل شامل" لأزمة اللاجئين بأوروبا. و وقع أكثر من 100 ألف شخص عريضة تحث بريطانيا على استقبال مزيد من اللاجئين ، كما دعت صحف عدة في افتتاحياتها يوم الخميس إلى السماح باستقبال مزيد من اللاجئين.