أدانت الأممالمتحدة بشدة التصعيد العسكري الذي تشهده مدينة بنغازي شرق ليبيا محذرة من أن ذلك سيؤدى إلى تقويض الجهود السياسية المستمرة للتوصل إلى إتفاق كفيل بإنهاء الصراع في البلاد. وأكدت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها اليوم الأحد أن الهجمات الجوية التي استهدفت بنغازي هي محاولة واضحة لتقويض الجهود المستمرة لإنهاء النزاع وعرقلتها في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى مرحلة نهائية وحرجة. وشدد البيان على أن الحل الوحيد للازمة الدائرة في هذا البلد منذ سنوات يجب أن يكون ضمن إطار الحوار السياسي الجاري والتسوية السياسية التي تضمن مشاركة الجميع والتوازن والتوافق مشيرا إلى أنه لدى الأطراف في ليبيا الآن فرصة تاريخية للتوصل إلى اتفاق يضع حدا للانقسامات والمعاناة وتسمح بفتح صفحة جديدة في ليبيا. ودعت الأممالمتحدة إلى الوقف الفوري للاقتتال في بنغازي وفي جميع أنحاء ليبيا كما دعت الأطراف المتحاربة للكف عن أي تصعيد أو هجوم مضاد وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لإعطاء الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة فرصة لأن يختتم بنجاح خلال الساعات القادمة. وناشدت البعثة أطراف الصراع للتوقف الفوري عن الهجمات العشوائية مشيرة إلى أن الهجمات على المدنيين محظورة وفقا للقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جرائم حرب كما ستتم محاسبة المسؤولين عنها. وطالب البيان الأممي المسؤولين والشخصيات المؤثرة التي تدعم عملية الحوار السياسي أن يستخدموا تأثيرهم ونفوذهم لتهدئة الوضع العسكري على الأرض مذكرة بأن بنغازي تحديدا عانت لمدة طويلة ولقي الآلاف من سكانها من المدنيين مصرعهم ونزح منها أكثر من 100 ألف شخص من جراء الصراع الذي احتدم في المدينة منذ أكثر من عام. وخلص البيان إلى أن "التطورات على الأرض في ليبيا خلال العام الماضي أظهرت بشكل جلي أن الحل العسكري ليس خيارا متاحا ولا ممكنا وأن الاعتداءات المسلحة سواء في بنغازي أو في مناطق أخرى بالبلاد لا تجلب إلا الدمار والمعاناة على الشعب الليبي". وأعلن الجيش الليبي أمس الشروع في عملية عسكرية جديدة أطلق عليها اسم "حتف" وقال إنها تهدف لتحرير ما تبقى من مدينة بنغازي شرقي ليبيا من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي, حيث تشارك في العملية كل الوحدات العسكرية المقاتلة في المدينة الإضافة إلى سلاح الجو الليبي.