أعطيت اليوم الثلاثاء رسميا إشارة انطلاق عملية إنتاج دواء الغليكوفاج الموجه لمعالجة داء السكري ببوسماعيل (تيبازة) في إطار شراكة جزائرية-ألمانية في مجال صناعة الأدوية. و يتعلق الأمر بوحدة لإنتاج "الغليكوفاج" مختلف الجرعات و السعات متواجدة ببوسماعيل شرقي تيبازة بطاقة إنتاج سنوية تقدر ب300 مليون وحدة قابلة للارتفاع إلى 500 مليون وحدة سنويا في غضون السنة ما سيفتح أفاقا واسعة أمام الشركة الجزائرية-الألمانية "نوفا مارك" من اجل تصدير هذا الدواء إلى عدة دول افريقية حسبما ذكره عضو مجلس إدارة المجموعة الصيدلانية "مارك" بارند ريكمان لدى إشرافه على تدشين الوحدة. و أوضح المسئول بأن مجمع "مارك" مستعد لتوسيع إنتاج مختلف الأصناف الدوائية التي تنتجها في إطار الشراكة و تحويل التكنولوجيا و تعزيز التواجد الألماني في الجزائر من خلال الصناعة الدوائية مشيرا إلى أن وحدة بوسماعيل تعمل ب"كفاءات جزائرية مائة بالمائة و موجهة للجزائريين". و أعلن بالمناسبة أن المخبر الألماني يعمل مع الشريك الجزائري في مرحلة ثانية على مشروع شراكة أخر يقضي بإنتاج أدوية أمراض القلب و الشرايين و الضغط الدموي. و يقدر حجم الاستثمار في هذا المشروع الذي سمح بخلق 200 منصب عمل ب5 مليون اورو حيث شرع اليوم في إنتاج ثلاث سعات من دواء "الغليكوفاج" (500 ملغ و 850 و 1000 ملغ) فيما تم تجهيز المصنع بتجهيزات عالية التكنولوجيا وفقا للمعايير الدولية و تحترم البيئة حسب الشروحات المقدمة. من جهته قال مدير الصيدلة بوزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات بن مخلوفي مجيد أن الطاقة الإنتاجية للوحدة تكفي لتغطية الطلب الوطني على هذا الدواء مشيرا إلى أن أهمية المشروع تكمن في تقليص فاتورة استيراد الدواء و تعزيز مكانة الإنتاج الوطني. و يأتي المشروع تجسيدا لبروتوكول اتفاق تم الإمضاء عليه سنة 2013 في إطار الشراكة بين المخابر الألمانية الرائدة في ميدان الصناعة الصيدلانية "مارك" و المخبر الجزائري "نوفافارم" ما سيسمح بتلبية احتياجات المريض الجزائري لهذا الدواء ب"أريحية" حسبما أفاد به لوأج على هامش حفل التدشين رئيس ديوان وزير الصحة و السكان علي رزقي. و أوضح المسؤول بأن السلطات العمومية تسهر على توفير "أحسن" المنتجات الدوائية التي تراعي المعايير الدولية المعمول بها و احتياجات المريض مشيرا إلى حرص وزير القطاع على تشجيع الشراكة في المجال ضمانا للتحويل التكنولوجي و تلبية الطلبات. من جهته أبرز سفير ألمانيابالجزائر جوتز لينجنثال أهمية المشروع الذي يترجم كما قال مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال حرص المستثمرين الألمان على مرافقة توجيهات الحكومة الجزائرية الرامية الى للرفع من القدرات الإنتاج الوطني. و أما مستشار وزير الصناعة و المناجم تيرة أمين فأكد على أهمية تشجيع هذا النوع من الشراكة الصناعية التي تضمن التحويل التكنولوجي بعيدا عن الشراكة التجارية. للإشارة فقد أثبتت مختلف الدراسات التي أجريت بالجزائر بين 1998 و 2013 معدل الإصابة بداء السكري قد ارتفع من 8 بالمائة إلى 16 بالمائة فيما تشير أرقام بعض الجمعيات التي تعنى بمتابعة المصابين بداء السكري إلى تسجيل 15 ألف مصاب سنويا.