تعكس وفرة الإنتاج النباتي و الحيواني المسجلة خلال السنوات الأخيرة بوهران الوعي الكبير لدى الفلاحين للانتقال من فلاحة تقليدية إلى عصرية بفضل دعم الدولة للنشاط الفلاحي حسبما أكده الكثير من مهنيي القطاع. وكان إنتاج أزيد من 1 مليون قنطار من الحبوب خلال موسمين متتاليين وبأقل خلال السنة الفلاحية الماضية 2014-2015 -بسبب نقص الأمطار خلال شهرين مارس وأبريل المنصرمين-ليس ضربا من الخيال وإنما تحديا كبيرا لفلاحي وهران. وتعد هذه الكمية رقما قياسيا تمكن فلاحو الولاية من تحقيقه وهم يعلقون في نفس الوقت أمالا كبيرة على مشروع تهيئة سهل "ملاتة" بجنوب الولاية لترقية شعبة الحبوب وتطوير أنواع القمح "الزناتي" و"بن عبيد" و"الواحة" و"فيترا" التي لا تقل أهمية عن صنف "بليوني" بشرق البلاد. كما طالت الوفرة بقية المحاصيل الكبرى بفضل عدة عوامل منها الارتفاع في كمية الأمطار المتساقطة و أجهزة الدعم الرامية إلى تشجيع الفلاحين و توفير لهم التسهيلات لتخطي الصعوبات التي قد يواجهونها بغية تطوير و تنويع نشاطهم وفق رئيس غرفة الفلاحة لوهران. وقد حفز هذا الدعم الكثير من الفلاحين على العمل أكثر و اعتماد المسار التقني في الزراعة على الرغم من أن أزيد من 60 من الفلاحين دون المستوى التعليمي وكذا حرصهم على اختيار بذور ذات جودة و معالجة و مراقبة لتحقيق موسم فلاحي ناجح فضلا عن الإرشاد الفلاحي الذي يلعب دورا كبيرا في التنمية الفلاحية من خلال عمليات تحسيس الفلاحين يضيف براشمي مفتاح. أرقام ... و نتائج وقد ساهمت أجهزة الدعم التي انطلقت منذ سنة 2000 في تعزيز الفلاحين بالإمكانيات المادية لتحسين النشاط النباتي و الحيواني بوهران التي تتوفر على مؤهلات تجعلها قادرة على تحقيق نمو فلاحي مما يتطلب المتابعة الصارمة لهذا الدعم ومرافقة الفلاحين يقول الأمين الولائي للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بوخلخال عبد الله. وفي إطار هذا المسعى ارتفع مردود إنتاج الحبوب من 8 قنطار إلى زهاء 20 قنطار في الهكتار الواحد وسيرتفع الى حوالي 40 قنطار مع تهيئة محيط "ملاتة" استنادا إلى إحصائيات مديرية المصالح الفلاحية. وبعد أن كانت المساحة المخصصة لزراعة الخضروات لا تصل إلى ألفي هكتار لإنتاج أكثر من 127 ألف قنطار أصبح حاليا يتجاوز 400 ألف قنطار على مساحة تفوق 4 آلاف هكتار مما جعل وفرة الخضروات كثيرة و متنوعة في الأسواق المحلية طيلة السنة. كما ارتفعت مساحة الأشجار المثمرة حيث أصبحت تلك المخصصة لزراعة الزيتون حاليا تقدر ب 7.762 هكتار بعد أن كانت لا تزيد عن 591 هكتار في 2000 مما زاد في كمية الإنتاج الذي وصل إلى أكثر من 128 ألف قنطار مقابل 6.800 قنطار في سنة 2000. ولتقليص فاتورة استيراد الحليب فان تدعيم الفلاحين لتطوير إنتاج هذه المادة الحيوية عبر اقتناء الأبقار الحلوب التي وصلت حاليا إلى 11.537 رأس بوهران ساهمت في رفع من الكمية من حوالي 11 مليون لتر في 2000 إلى 43 مليون لترا في 2015 و كذا التفكير في تعميم إدخال تجربة الذرة المؤسلج في النمط الغذائي للأبقار لزيادة في كمية المنتوج. و نفس المنحى التطوري عرفه الإنتاج الحيواني حيث أصبح عدد الأبقار حاليا يقدر بأكثر من 23 ألف رأس مقابل 10 آلاف في 2000 وتسجيل أزيد من 318 ألف رأس من الأغنام بعد أن كان عددها لا يتجاوز قرابة 72 ألف خلال نفس الفترة. وعلى سبيل المثال فان الدعم الذي استفاد منه 62 فلاحا في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية قدر ب زهاء 62 مليون دج خلال الموسم الفلاحي 2014-2015 لتدعيمهم في مجالات السقي و العتاد الفلاحي و التسميد و كذا الحليب. تهيئة ملاتة وسقي الأراضي الفلاحية بعين الترك ... استثمار وثروة لا تزول ويعد مشروع تهيئة محيط سهل ملاتة وسقيه بمياه مطهرة انطلاقا من محطة معالجة المياه المستعملة بالكرمة استثمارا استراتيجيا سيجعل من جنوبوهران منطقة تساهم في التنمية المحلية وفق كثير من المهنيين. ويسمح هذا المشروع الرامي إلى زيادة النمو الفلاحي باستصلاح في المرحلة الأولى 6 آلاف هكتار من أصل 8.100 هكتار حيث ستوجه المياه لسقي أكثر من ألفي هكتار من أشجار الزيتون و1.400 هكتار من القمح اللين والصلب وفق أرقام مديرية القطاع. وتم تخصيص في إطار هذا المشروع 3آلاف هكتار لإنتاج الغذاء الحيواني مما سيزيد من إنتاج الحليب إلى أكثر من 34 ألف لتر يوميا وإنتاج 40 ألف قنطار من الذرة للتخفيف من استيراد هذه المادة وفق ذات المصدر. وأهم ما سيميز المشروع الذي ستستفيد منه 124 مستثمرة فلاحية جماعية و 91 أخرى فردية و 481 فلاح ومزرعة نموذجية واحدة أن إنتاج الحبوب بما فيه الذرة ستكون في الشتاء و الصيف وفق مسؤول بمصلحة التهيئة الريفية و ترقية الاستثمار بمديرية المصالح الفلاحية. وبخصوص مشروع سقي 450 هكتار من الأراضي الفلاحية بعين الترك انطلاقا من مياه محطة معالجة المياه المستعملة لرأس فلكون الذي سينطلق قريبا فيرمي إلى تحسين الطاقات الفلاحية لهذه المنطقة والمحافظة على الزراعات الخاصة بها و تنمية الأشجار المثمرة بالإضافة إلى تعزيز زراعة الحبوب يضيف حمادي محمد. و من أجل نجاح المشروعين أكد الأمين العام لوهران للاتحاد الوطني الفلاحين الجزائريين على ضرورة استحداث هيئة وطنية لتسيير المياه المستعملة. وفي هذا الإطار أبرز بوخلخال عبد الله أن التسيير الأحسن في استخدام هذه المياه الموجهة إلى سقي محيطات ملاتة وعين الترك لا تكون عن طريق جمعية سقي وإنما يجب إسنادها إلى هيئة مختصة. وبغية الاستخدام الأمثل و العقلاني لهذه المياه غير التقليدية ستبادر غرفة الفلاحة لوهران بتنظيم حصص تكوينية لتحسيس الفلاحين الذين تحدوهم رغبة في الانخراط في هذين المشروعين وفق براشمي مفتاح رئيس هذه الغرفة ومن جهة أخرى حققت تجربة الشراكة في تسيير واستغلال المزرعة النموذجية سي ميلود بوادي تليلات (جنوبوهران) مع مستثمر خاص نجاحا ملموسا حسبما أكده الكثير من مهنيي قطاع الفلاحة. وفي هذا الاطار تم غرس بذات المزرعة 180 هكتار من الأشجار المثمرة أعطت ثمارها من أصل 1.400 هكتار من الأراضي الخصبة التى تتوفر عليها حسب رئيس غرفة الفلاحة. وأبرز العديد من المهنيين أهمية تعميم هذه تجربة بين القطاعين العمومي و الخاص على باقي المزارع النموذجية.