تميزت مسابقة المهرجان الثقافي الوطني أهلليل الذي تتواصل فعالياته هذا الخميس بتيميمون بولاية أدرار بمنافسة شديدة بين الفرق التابعة للجمعيات التراثية المشاركة التي أبدت إستماتة كبيرة طيلة أطوار هذه المسابقة كما لوحظ. وتحاول هذه الفرق المتنافسة (رجالية ونسوية) أمام أنظار لجنة تحكيم تتشكل من شيوخ تراث أهلليل و نقاد و فنيين لتقديم أفضل عروضها في أداء قصائد أهلليل للظفر بتقييم اللجنة مستعينة في ذلك بتجاوب الجمهور الذي لم يبرح مدرجات مسرح الهواء الطلق منذ انطلاق سهرات المهرجان. و قد خصصت اللجنة كعادتها ثلاث أنماط للتنافس في تراث أهلليل حسب القرعة و التي تشمل (ثران) و (لمسرح) و (الأوقروتي) مراعية في ذلك طريقة الأداء و الإنسجام بين عناصر الفرق و الزي التقليدي و تعداد الفرقة وهذا إلى جانب مسابقة مفتوحة في الأداء الفردي للعزف على آلتي تامجة (ناي) و البانغري ( آلة تقليدية بوترين أو ثلاثة). و شهدت سهرة أمس الأربعاء احتدام المنافسة بين فرقتي "تيفاوت الثقافية" للأكابر من قصر تاورسيت و فرقة "تيقورارين للتراث المحلي" إلى جانب فرقة الجمعية الثقافية "الهدى" من قصر تاغوزي ببلدية طلمين و فرقة "المصابيح للثقافة و التراث" من قصر زاوية الحاج بلقاسم في حين تنافس الشابان لحسن عمر و بابولا أحمد على آلتي تامجة و البانغري على التوالي. و في تقييمها الأولي للأداء أبدت لجنة التحكيم في تصريح لوأج إرتياحها "الكبير" لمستوى الأداء و الإهتمام المتزايد من طرف الجمعيات و حتى الجمهور بهذا التراث اللامادي الأصيل مما يبعث-حسبها- الأمل على أن هذه الجهود تسير في الإتجاه الصحيح. ويستمد تراث أهلليل خصوصيته من تلك الطريقة البديعة التي يؤدى بها من طرف سكان قصور إقليم قورارة رجالا و نساء في مختلف المناسبات التي تمر بهم مشكلين لحظة أدائه حلقات منسجمة في مشهد روحاني تمتزج فيه عبارات التهليل و الصلاة على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) ومدح الأولياء والصالحين و التغني بالأحداث و الأساطير التي مرت على المنطقة حسبما ذكر باحثون و شيوخ هذا التراث الأزلي. كما يتم أداء تراث أهلليل في مستويات مختلفة (ثران لمسرح و الأوقروتي) حسب سرعة الأداء و مقدمة القصيدة و نهايتها و في وضعيتي الوقوف (أهلليل ) والجلوس (تقرابت) في شكل حلقات رجالية أو نسائية أو مختلطة حيث يتوسط الحلقة الشخص المعرف محليا با "أبشنيو" و الذي يحاكي المايسترو أو قائد الجوق الذي بافتتاح الأداء و العرض الأهلليلي و اختتامه بطرق مختلفة في التصفيق بالأيدي. ويحظى كل من يحضر هذا العرض بشعور يسلب الروح و يرحل بالوجدان نحو فضاء الصحراء الفسيح لمتابعة شريط افتراضي لمختلف المحطات الزمنية بهذه البقعة المتميزة. و تتواصل فعاليات هذه التظاهرة الثقافية بالواحة الحمراء من خلال الوصلات التراثية لتنشط المحيط عبر إقليم قورارة و عاصمة الولاية إلى جانب المنافسة بين الفرق المشاركة. وينتظر أن تنشط سهرة هذا الخميس كل من فرق إثران قورارة للثقافة و الإبداع (صنف الأشبال) و جمعية تيفاوت للفلكلور المحلي من بلدية أولاد عيسى و فرقة الديوان الفلكلورية من بلدية شروين و فرقة القصبة للثقافة و الإبداع من بلدية دلدلول. كما سيتنافس كل من العازفين بازا أمحمد و كسطالي الهامل للأداء على آلة تامجة ضمن فقرات هذه السهرة الأهلليلية وهي السهرة ما قبل الأخيرة في برنامج هذا المهرجان.