أكد الأمين العام للجنة التنفيذية و رئيس دائرة المفاوضات لمنظمة التحرير الفلسطينية و دولة فلسطين، صائب عريقات، اليوم الاثنين، أن الجزائر ستكون في طليعة تنفيذ جزء كبير من الخطة الإستراتيجية للتحرك الفلسطيني إقليميا ودوليا بهدف إعادة دولة فلسطين بعاصمتها القدسالمحتلة ضمن الخارطة الجغرافية الجديدة. وقال السيد عريقات --خلال ندوة صحفية في إطار زيارة عمل يقوم بها الى الجزائر منذ يوم الاحد--، أن الجزائر "ستكون في طليعة تنفيذ جزء كبير من الخطة الاستراتيجية للتحرك الفلسطيني في المجال الديبلوماسي ، إفريقيا ودوليا وعربيا" مضيفا القول "لقد أردنا بالتنسيق مع العديد من الدول والمنظمات العربية والغربية أن تكون الجزائر في الصورة حتى تلقي بثقلها الديبلوماسي في هاته المسائل". وأضاف كبير المفاوضين الفلسطينيين أنه "بالرغم من عدم وجود إستراتيجية عربية واضحة في ظل التغيرات السوسيوجغرافية التي تشهدها البلدان العربية غير أننا نأمل في أن يكون مشروع عربي" مشيرا في ذات السياق إلى "تشكيل لجنة عربية مشتركة تحت إسم /لجنة متابعة مبادرة السلام العربية/ مشكلة من 18 وزير خارجية دولة بما فيها الجزائر حتى نتمكن من تحقيق نوع من التحرر الدولي" وأبرز السيد عريقات أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تهدف من خلال "الحرب الإجرامية" التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من "إعدامات ميدانية وحصار واستيطان" "إبقاء فلسطين خارج الخارطة الجغرافية الجديدة وإستبدال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 بمبدأ الدولة بنظامين" مضيفا "يكفينا 99 عام من الغياب عن الخارطة". --الوحدة الفلسطينية الحل الأنجع لمجابهة السياسية الاسرائيلية -- وأكد السيد عريقات انه لتحقيق التموضع في الخارطة الجغرافية تسهر القيادة الفلسطينية على "إزالة أسباب الإنقسام الداخلي"، و تحقيق الوحدة الوطنية مشددا على "عدم التركيز على صغائر الأمور والتعصبات القومية" وقال أنه "إذا كنا نفتقد اليوم لمشروع عربي فليس علينا أن نفتقد للحس العربي الفلسطيني في وجوب اعادة البلد الى الخارطة الجغرافية". وذكر عريقات في هذا السياق أن القيادة الفلسطينة عرضت على كل الحركات السياسية و الفصائل الفلسطينة على رأسها حركة (حماس) المشاركة في تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة "بشكل فوري" وكذا المشاركة في اللقاءات التحضيرية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني حيث يكون أساسا للشراكة على أعلى هيئة تشريعية مع الإتفاق لاحقا على موعد للعودة الى صناديق الاقتراع في انتخابات عامة. أما عن نقطة الإرتكاز المهمة التي تعتمد عليها القيادة الفلسطينية في استراتيجيتها المستقبلية هي تحديد مستقبل علاقتها مع دولة إسرائيل، مضيفا "هناك قرار من المجلس المركزي الفلسطين في تحديد العلاقة مع إسرائيل أعلن عنه الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة في 30 سبتمبر 2015 حيث أكد أنه إن لم تنفذ إسرائيل إلتزاماتها لن ننفذ إلتزاماتنا". وخلال تطرقه الى ملف المفاوضات ومسار السلام مع الجانب الاسرائيلي قال السيد عريقات أن المفاوضات بالشكل التي هي عليه اليوم لم تعد قابلة للاستمرار "ونحن نسعى اليوم لوضع إطار دولي لها تشارك فيه دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وكذا دول عربية وأخرى ذات الثقل الدولي". ومن ثم -يضيف عريقات- "يعقد مؤتمر دولي بين هاته الاطراف لتحديد سقف زمني لإنسحاب إسرائيل من خط 1967 ويبحث إيجاد آليات مراقبة ومتابعة والتنفيذ وهو الامر الذي تسهر القيادة الفلسطينة الحالية على تنفيذه". وعن الوضع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة قال السيد عريقات ان الشعب الفلسطيني لا زال يدافع عن نفسه مضيفا ان الدولة الفلسطينية قدمت "خلال الأشهر الثلاثة 155 قتيل فلسطيني و15 ألف جريح و 26 ألف أسير".