ساهمت فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في تمويل الثورة التحريرية "بنسبة 80 بالمائة" وذلك عن طريق جمع اشتراكات 350 ألف مهاجر مهيكل في صفوف الفيدرالية، حسبما أكده اليوم الأربعاء بذراع بن خدة بولاية تيزي وزو، المجاهد احمد غفير. وأوضح المجاهد غفير --المدعو خلال الثورة التحريرية موح كليشي-- خلال محاضرة له بمعهد التكوين المهني أن فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أو ما يسمى بالولاية السابعة التاريخية "لعبت دورا بارزا في إنجاح الثورة التحريرية (1954-1962) بفضل جمع الاشتراكات الشهرية التي كانت وقتها في حدود 1000 فرنك فرنسي قديم لكل ميسوري الحال" من أفراد الجالية خاصة التجار منهم كانوا يتبرعون بأكثر من المبلغ المقرر و"هو العامل الذي سمح بشراء الأسلحة والذخيرة والمعدات والتموين الضروري". وأوضح المجاهد خلال المحاضرة التي نظمت من طرف المتحف الوطني للمجاهد والذي حضرتها مسؤولة مصلحة الأرشيف و التوثيق لذات المتحف بن مصباح حميدة أن الراحل محمد بوضياف هو الذي عين في جانفي 1955 أعضاء المكتب المؤقت لفيدرالية فرنسا. وأضاف أن مشاركة الجالية أدى إلى إنجاح نداء إضراب 8 أيام وذلك طبقا لتعليمة من لجنة التنسيق والتنفيذ مما ألحق ضررا بالصناعة الفرنسية من جهة مع إبراز "للرأي العام الفرنسي و الدولي وقوف كل فئات الشعب الجزائري وراء جبهته ومطالبها في الاستقلال التام" عن المستعمر. كما أبرز المجاهد غفير أن "مظاهرات 17 أكتوبر 1961 هي التي أجبرت رئيس فرنسا الجنرال ديغول على قبول الجلوس على طاولة المفاوضات (مفاوضات ايفيان) التي تميزت بفعالية وحنكة دبلوماسية إطارات الحكومة الوطنية الجزائرية المؤقتة لتتوج باستقلال الجزائر الكامل". وفي الختام أهدى المجاهد محمد غفير نسخ من مؤلفه التاريخي الأخير الخاص بمظاهرات 17 أكتوبر 1961 لإدارتي المعهد المذكور ومديرية التكوين والتعليم المهنيين عازما على ترجمته للغة العربية عما قريب. للعلم، فقد نشط المجاهد غفير أكثر من 60 مداخلة حول تاريخ الحركة الوطنية خلال السنوات الأخيرة بالجامعات و الثانويات ومؤسسات التكوين المهني والمتوسطات وذلك تحت إشراف إدارة المتحف الوطني للمجاهد.