لقي قرار مجلس التعاون دول الخليج باعتبار حزب الله اللبناني "منظمة ارهابية " جملة من ردود افعال الرافضة و المتحفظة باتجاهه بالتأكيد على ان مثل هذه المواقف من شانها ان تضرب الاستقرار الاقليمي, و تعمق الانقسامات في الصف العربي. و في اول رد فعل له على القرار الخليجي, اعتبر رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني هاشم صفي الدين, ان "من يصنف حزب الله منظمة ارهابية يدين نفسه" مؤكدا ان المقاومة "ما تزال اقوى ما يهدد الكيان الاسرائيلي". و قال صفي الدين ان "من يكيد المقاومة عليه ان يعيد النظر في حساباته ورهاناته الخاسرة, و اي جهة تعتدي على المقاومة, و تعتبرها ارهابا فانها تدين نفسها". تنديد سوري-ايراني بالقرار الخليجي نددت سوريا بقرار اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة ارهابية" مؤكدة أن هذا القرار "يعكس التخبط السعودي واستلابه لإرادة الشعب العربي في الخليج الذي يرفض التطبيع او اقامة علاقات مع اسرائيل". ونقلت وكالة الانباء السورية عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله إنه "في خطوة منسجمة مع السياسة الاسرائيلية صدر عن مجلس التعاون الخليجي قرار باعتبار حزب الله منظمة ارهابية, بسبب تصديه المستمر للمشروع الصهيوني في المنطقة, ومواجهته للعدو الاسرائيلي عبر تاريخه المقاوم وتضحيات التي تشهد لها الامتان العربية والاسلامية". واوضح المصدر انه "سبق لاسرائيل ان اعتبرت حزب الله منظمة ارهابية وساندها في ذلك حلفاؤها في بعض الدول الغربية وذلك بسبب نضالات المقاومة الراسخة". و ابرز المصدر ان "مواجهة الارهاب في سوريا الذي تمثله تنظيم (داعش) و(جبهة النصرة) والتنظيمات الارهابية الاخرى المرتبطة بهما واسهامات حزب الله في هذه المواجهة التاريخية ازعج بعض عواصم القرار الخليجي, وان الانتصارات التي تتحقق ضد هذا الارهاب وداعميه اقلقت بعض الاطراف العربية". واكد المصدر أن "سوريا التي كانت وستبقى تعتبر حزب الله حركة عربية مقاومة للعدو الاسرائيلي وللارهاب المرتبط بالمشروع الصهيوني, تؤكد اعتزازها بالروابط المصيرية مع تيار المقاومة في المنطقة, واحترامها لتضحيات شهداء حزب الله في لبنانوسوريا". من جهتها اعتبرت ايران أن قرار دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله 'منظمة ارهابية" يستهدف امن واستقرار لبنان. و في هذا السياق قال نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ان "هؤلاء الذين يصفون حزب الله بالارهابي يستهدفون سواء كان عمدا ام لا, امن واستقرار لبنان" حسبما نقلته وكالة "فارس" الايرانية. وأضاف أن "تصنيف حزب الله في خانة الارهاب, وهو الذي يعتبر من أهم تيارات المقاومة, وتجاهل جرائم الكيان الصهيوني, يمثل خطأ جديدا لايخدم الاستقرار والأمن في المنطقة". وتابع "نحن نفتخر بحزب الله الذي يقف في صف المقاومة الأول ضد الكيان الصهيوني وقيادته المعركة ضد الارهاب في المنطقة", موضحا أن سياسة ايران "ترتكز على ترسيخ الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان, ودعم الوحدة بين جميع التيارات والاحزاب اللبنانية". و ياتي القرار السعودي بعد ساعات من توافق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والرئيس تيار المستقبل سعد الحريري على ضرورة استمرار الحوار بين الحزبين لحماية الساحة الداخلية "الهشة" من مخاطر الفتنة المذهبية. فقد اكد سعد الحريري رئيس تيار المستقبل عقب القرار, محاورة لحزب الله والتعاون معه ل"تحصين الداخل اللبناني" بالنظر الى أن "التوازنات اللبنانية الدقيقة لا تطيق حمولة سياسية ثقيلة من النوع الذي يجري تصديره الى لبنان حاليا". ومن جهته رفض العراق تصنيف حزب الله "جماعة إرهابية" لأنه "موضوع خلافي يفجر مزيدا من المشاكل في المنطقة العربية". و في تونس أعرب عدد من الاحزاب والجمعيات عن رفضها و ادانتها لمثل هذا التصنيف الذي يعتبر "امتداد للعدوان العالمي على أمتنا, وتنفيذا للمخطط الامبريالى الذى يستهدف قوى المقاومة الوطنية, وهو رد فعل لتحالف العدوان على الدور المقاوم الذى يقوم به حزب الله فى الحرب على اليمن و سوريا". ودعت هذه الاطراف في بيان جميع القوى الوطنية في تونس والوطن العربى الى تحمل مسوولياتها التاريخية فى رفض هذا القرار وادانته واعتباره "عدوانا على لبنان واشعالا للحرب الاهلية فيه باعتبار أن حزب الله شريك فى البرلمان وفى الحكومة اللبنانية". وكان بيان صادر عن الامانة العامة لمجلس التعاون دول الخليج قد اكد إن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قررت اعتبار حزب الله بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه منظمة إرهابية".