قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار "حزب الله" اللبناني، بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمة إرهابية. وقال الأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف بن راشد الزياني، في تصريح نشر على الموقع الرسمي لدول المجلس، إنها "اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها". وأوضح أن "دول مجلس التعاون تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دوله، والأعمال الاٍرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي". وأكد الأمين العام أنه "نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب، المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة". وكانت دول في مجلس التعاون وضعت في وقت سابق شخصيات من "حزب الله" على قوائم الإرهاب، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إدراج الحزب بشكل كامل والتنظيمات التابعة له على قوائم الإرهاب في دول الخليج. وتنظر دول الخليج إلى حزب الله على أنه أحد أذرع إيران في المنطقة، ويلعب دوراً طائفياً امتد إلى سوريا والعراق واليمن ودول خليجية كالبحرين. وينظر الخليج أيضاً إلى الحزب الشيعي على أنه عميلاً لدولة أجنبيه هي إيران ودائماً ما تأتي تحركاته ضمن استراتيجية إيرانية. ويأتي قرار دول مجلس التعاون الخليجي بعد ساعات محدودة من هجوم شنه أمين عام الحزب، حسن نصر الله، مساء الثلاثاء الأول من مارس 2016، ضد السعودية على خلفية وقف المملكة مساعدات تسليحها للجيش وقوى الأمن في لبنان. نصر الله أشار إلى أن وقف المملكة للهبة، الجمعة قبل الماضي، كان إيذاناً بدخول مرحلة جديدة من الصراع السياسي والإعلامي، قامت السعودية بالتصعيد فيه، على حد قوله. وأضاف أن "السعودية لا يهمها لبنان بل مصلحتها فقط". ولفت الأمين العام لحزب الله إلى "عدم اهتمامه" بأية إجراءات قد تتخذها السعودية في الجامعة العربية، أو منظمة التعاون الإسلامي ضده، مبيناً أن حزبه في "أفضل حالاته منذ 5 سنوات داخلياً وخارجياً"، بحسب قوله. والجمعة قبل الماضي قررت السعودية إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا وقدرها 3 مليارات دولار أميركي، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار آخر، مخصص لقوى الأمن الداخلي اللبناني، وذلك على خلفية "المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها حزب الله ضد المملكة، وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية حينها. وفي 27 فيفري الماضي أعلنت السعودية تصنيفها أسماء 7 أشخاص وشركات، ضمن قائمة "الإرهابيين والداعمين للإرهاب" لارتباطهم بأنشطة تابعة لحزب الله.