توالت ردود الفعل المستنكرة للتفجير الانتحاري الذي وقع في حديقة جولشان إقبال بمدينة لاهور 'شرق باكستان) و راح ضحيته 72 شخصا على الأقل، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال فضلا عن إصابة أكثر من 300 آخرين. على اثر الحادث، أدان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف التفجير الانتحاري، وأعرب عن حزنه و أسفه لمقتل أرواح بريئة جراء هذا التفجير الإرهابي،الذي أعلنت جماعة الاحرار، وهي جماعة منشقة عن طالبان باكستان، مسؤوليتها فيه. و أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة التفجير الانتحاري داعيا إلى تقديم مرتكبي هذا العمل الإرهابي المروع إلى العدالة على وجه السرعة بما يتفق مع الالتزامات بحقوق الإنسان. وكان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة موغنيز ليكيتوفت قال في بيان مساء أمس الأحد انه "شعر بالفزع والجزع جراء جريمة القتل المروعة لهذا العدد الكبير من الأطفال والرجال والنساء في لاهور بباكستان" من جهتها، أدانت الولاياتالمتحدة، مساء أمس، بشدة الهجوم الإرهابي، وأعربت عن "خالص تعازيها لأسر ضحايا الهجوم"، واصفة إياه ب"الجبان"،مؤكدة وقوفها مع شعب وحكومة باكستان في هذه اللحظات الصعبة. وأشارت إلى أن الهجمات الإرهابية، كتلك التي وقعت في باكستان، تعزز عزم الولاياتالمتحدة لهزيمة الإرهاب حول العالم، مؤكدة أيضا مواصلة العمل مع شركاء بلاده في باكستان وفي المنطقة بأسرها لمحاربة مثل تلك التهديدات. من جهتها، أدانت الحكومة البريطانية الهجوم الإرهابي و أكدت استعدادها لتقديم المساعدة، و قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، امس "أشعر بالصدمة من الهجوم الارهابي في لاهور وأقدم التعازي لأسر وأصدقاء الضحايا. سنفعل ما في وسعنا للمساعدة." أما فرنسا، فقد أدانت هي الأخرى هذا العمل الإرهابي، حيث عبر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، عن تضامنه مع باكستان مضيفا أن فرنسا، في "هذه اللحظات المؤلمة" تعرب عن تضامنها الكامل مع السلطات والشعب الباكستاني، وتؤكد عزمها مواصلة الحرب على الإرهاب أينما كان. إيران ،هي الاخرى، استنكرت على لسان وزير خارجيتها، حسين جابري، أنصاري بشدة التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في لاهور الباكستانية. و قال ان"استهداف حديقة عامة وملعب رياضي أظهر مرة أخرى أن الإرهابيين والمتطرفين يستهدفون كافة مظاهر الحياة العادية للمجتمع وأن أي مكان وأية شريحة لم تكن بمنأى عن أخطارهم، مضيفا أن تكرار العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء المنطقة والعالم يؤكد مرة أخرى على ضرورة التصدي الشامل والعاجل الدولي لظاهرة الإرهاب والتطرف المشؤومة. كما أدان رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، انفجار لاهور، و وصف الاعتداء بأنه "عمل جبان استهدف النساء والأطفال"، مؤكدا الحاجة إلى الجهود المستمرة والحثيثة لمحاربة الإرهاب. بدوره، بعث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ببرقية عزاء ومواساة إلى الرئيس الباكستاني، ممنون حسين، في ضحايا حادث التفجير الإرهابي، عبر فيها عن إدانته الشديدة لمثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة. السلطات الباكستانية تتخد جملة من الاجراءات الامنية عقب التفجير بدأت السلطات الباكستانية اليوم عملية بحث عن العناصر المسلحة التابعة لفصيل "جماعة الأحرار" المسؤولة عن التفجير الإرهابي و قامت حكومة إقليم البنجاب بإعلان حالة الطوارئ في لاهور، كما أعلنت الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، وقررت إغلاق المدارس والأسواق في المدينة طوال اليوم. أما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فقد أعرب عن تأييد بلاده لجهود السلطات الباكستانية في محاربة الإرهاب و أكد أن روسيا مهتمة بتعزيز التعاون في هذا المجال. وقال فلاديمير بوتين على وجه الخصوص أن "الجانب الروسي يؤيد جهود السلطات الباكستانية في مواجهة خطر الإرهاب وتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب سواء على الصعيد الإقليمي أو الصعيد الدولي". وتشهد باكستان أعمال عنف وارهاب خلال الخمسة عشر عاما الماضية منذ انضمامها لحملة قادتها الولاياتالمتحدة ضد هجمات القاعدة فى 11 سبتمبر 2001 على المركز التجاري العاليم بنيويورك. وأعلن فصيل"جماعة الاحرار" الارهابية مسؤوليته عن عدة هجمات كبيرة بعد انشقاقه عن حركة طالبان الباكستانية الرئيسية فى 2014. و قد أعلن هذا الفصيل في وقت سابق مبايعته لتنظيم ما يسمى ب"الدولة الاسلامية (داعش)" الارهابى، و لكنه قال بعد ذلك أنه انضم من جديد لحركة طالبان.