حدد الرئيس الباكستاني برويز مشرف يوم الإثنين القادم موعدا لاجتماع البرلمان يومين فقط بعد طلب أكبر حزبين في المعارضة الباكستانية دعوة البرلمان للإجتماع من أجل مناقشة تشكيل الحكومة وإعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم· وكان أهم حزبين في المعارضة الباكستانية حزب الشعب الذي كانت تتزعمه الراحلة بنظير بوتو والرابطة الإسلامية بقيادة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، وقعا اتفقا حول تشكيل حكومة وحدة وطنية موحدة بعد فوزهما في الانتخابات التشريعية الأخيرة وطالب الرئيس مشرف بالإسراع في دعوة البرلمان للإجتماع· ويلح هاذان الحزبان على ضرورة إعادة إدماج القضاة الذين سبق للرئيس مشرف أن عزلهم بعد أن شككوا في شرعيته كرئيس مدني للبلاد· وتضع عودة هؤلاء القضاة وفي مقدمتهم الرئيس السابق للمحكمة العليا افتخار شودري إلى مناصبهم الرئيس الباكستاني في مأزق حقيقي من منطلق أن هؤلاء القضاة في حالة عودتهم سيجددون التشكيك في شرعيته كرئيس مدني للبلاد مما سيزيد من الضغوط الداخلية الممارسة ضده لتقديم استقالته· وتزامنا مع تحديد الرئيس مشرف موعدا لاجتماع البرلمان اهتز باكستان أمس، على وقع تفجيرات انتحارية أسفرت عن مصرع 29 شخصا من بينهم أطفال وإصابة المئات الآخرين· واستهدف تفجيران مقر وكالة التحقيقات الفدرالية وسط لاهور إحدى أكبر المدن الباكستانية مما أدى إلى مصرع 25 شخصا من 13 منهم من عناصر الوكالة وإصابة أكثر من 150 آخرين وذلك بعد وقت قصير من بدء ساعات العمل· وقالت مصادر أمنية، أن أحد التفجيرين وقع بسيارة مفخخة في حين يشتبه في أن يكون التفجير الثاني قد نفذه انتحاري· وأضافت أن المبنى المستهدف يضم أيضا مكاتب وحدة تحقيق خاصة لمكافحة الإرهاب يعتقد أنها المستهدفة في الانفجار لكونها تحقق مع عناصر من حركة طالبان باكستان· أما التفجير الثالث فيشتبه أن يكون هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة في منطقة سكنية على بعد نحو عشرة كلم من وكالة التحقيقات الفدرالية ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم طفلان· وفي ظل استمرار العمليات الانتحارية، أعلنت وزارة الداخلية الباكستانية حالة تأهب أمني قصوى في مختلف أنحاء البلاد في محاولة للحيلولة دون وقوع المزيد من الهجمات الانتحارية· وندد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالتفجيرات التي استهدفت مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب شرقي البلاد واصفا تلك العمليات بالوحشية· وأكد في بيان أمس، أن هذه الهجمات لن تثني عزم حكومته على محاربة ومعاقبة ما وصفه بالإرهاب بكل قوتها· من جانبه أدان حزب الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف، التفجيرات وعزاها إلى العمليات العسكرية التي أمر الرئيس مشرف بتنفيذها في منطقة القبائل لزعزعة استقرار البلاد·ودعا حسن إقبال المتحدث باسم حزب الرابطة الرئيس الباكستاني إلى الاستقالة لتجنب التعرض لتفجيرات ستتواصل إذا بقي في السلطة· ولم توجه السلطات الباكستانية الاتهام لأي جهة كما لم تتبن حتى الآن أية جهة المسؤولية عن التفجيرات·للإشارة فإن هذه التفجيرات جاءت بعد أسبوع من تفجيرين آخرين وقعا بولاية لاهور وخلفا 5 قتلى وحوالي20 جريحا واستهدف أحدهما كلية البحرية في المدينة بعملية انتحارية·