تدفع المؤشرات الحاصلة على الارض بسوريا والتقدم لمحرز من قبل الجيش السوري على حساب الارهاب الى جانب وقف إطلاق النار المتماسك نسبيا حتى الآن الى توجيه الانظار الى محنة اللاجئين التي ولدتها سنوات الحرب بهذا البلد. ففي الوقت الذي تتقدم فيه القوات السورية مدعومة بروسيا عبر العديد من المحاور وتستعيد على طريقها مناطق استباحها إرهابيو ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، أعلن عن تنظيم اجتماع موسع بالعاصمة السويسرية بعد غد الاربعاء سيكون مبني على ما أفرزه مؤتمر لندن الأخير للمانحين من أجل دراسة ازمة اللاجئين السوريين المتشعبة. المجتمع الدولي أمام مسؤولية حل أزمة اللاجئين وعشية الاجتماع اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من الاردن ان "المخيمات ليست بديلا عن ديار اللاجئين السوريين". وبمبادرة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة يلتقي بعد غد بجنيف ممثلون عن 80 دولة من مختلف مناطق العالم و 10 منظمات دولية و24 منظمة غير حكومية في اجتماع رفيع المستوى لبحث أحوال اللاجئين السوريين والحاجة الى ايجاد حلول لمحنتهم على الصعيد العالمى بما فى ذلك توسيع عمليات اعادة توطينهم. ويحضر الاجتماع الامين العام للامم المتحدة ومفوض شؤون اللاجئين فليبو جراندي. هذا اللقاء قالت عنه المفوضية الاممية انه سيبنى على عمل مؤتمر لندن للمانحين والذى عقد فى فبراير الماضى والذى كان قد شهد تعهدات سخية من الدول للبرامج الانسانية والانمائية فى سوريا والدول المجاورة لها. وحسب بيان مفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان الاجتماع سيبحث ايضا الخيارات التى يحتاجها اللاجئون والتى من شأنها تخفيف الضغط على الدول المجاورة لسوريا والتى تشمل اعادة التوطين والنقل الانسانى ومنح التأشيرات والرعاية الخاصة والاخلاء الطبى وجمع شمل الاسرة والمنح الدراسية الاكاديمية وغيرها. واستبقت اليابان الاجتماع بالاعلان عن تقديمها منحة طارئة بقيمة 5 ملايين دولار للمناطق السورية المحاصرة من اجل توفير المواد الغذائية وغير الغذائية وتحسين نوعية المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، فضلا عن تنفيذ أنشطة التعليم وإزالة خطر المتفجرات من مخلفات الحرب ضمن المناطق المحاصرة في سوريا التي تحتاج إلى مساعدة عاجلة". ويأتي اجتماع جنيف حول اللاجئين السوريين في وقت تشهد فيه عدد من المحافظات السورية تقدم الجيش واستعادته لمناطق استراتيجية من ايدي الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، الامر الذي توقعته روسيا وهي تسحب بعض قواتها ومعداتها العسكرية من سوريا في "قدرة الجيش السوري الاستمرار في حربه على الارهاب ". كما تأتي وسط سيران اتفاق وقف اطلاق النار الذى تم التوصل اليه بمبادرة روسية-أمريكية ودخل حيز التنفيذ فى 27 فبراير الماضى أدى الى فرض هدوء نسبى فى أجزاء كبيرة فى البلاد التى دمرتها الحرب. الا أن تقارير ذكرت ان قتالا اندلع مجددا بين جماعات متناحرة فى الاونة الاخيرة. استعادة تدمر الأثرية تشجيع لمفاوضات جنيف تمكن الجيش السوري امس الأحد من السيطرة الكاملة على مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص بعد أيام من الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري مدعوما بالطيران الروسي، وبين إرهابيي داعش، الامر الذي اعتبرته القيادة العامة للجيش السوري "يشكل ضربة قاسمة" للتنظيم و"بداية لاندحاره وتقهقره". الجدير ذكره أن تنظيم داعش سيطر على مدينة تدمر الأثرية في مايو من العام الماضي، وارتكب عناصره مجازر بحق المدنية وتاريخيها الأثري ودمر العديد من المواقع الأثرية الهامة. أنباء استعادة تدمر رحب بها الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف بشار الجعفري، الذي قال ان انتصارات الجيش السوري شكلت "حافزا قويا" للوفد الحكومي المفاوض في سويسرا ودعما مباشرا سياسيا ودبلوماسيا له في حواراته. يشار الى انه تم اختتام الجلسة الأخيرة من محادثات السلام السورية التي بدأت يوم 14 مارس في جنيف يوم الخميس بتوقيع وثيقة من 12 نقطة مشتركة تم إرسالها للطرفين لإمعان النظر فيها. ويأتي على رأس هذه النقاط، مبدأ احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها "، و"عدم التخلى عن أي جزء من الأراضي الوطنية". وستستأنف المفاوضات في 11 أبريل القادم. روسيا من جهتها هنأت على لسان رئيسها فلاديمير بوتين سوريا باستعادة مدينة تدمر من الإرهابيين وأكدت ان الجيش الروسي سيواصل دعم دمشق في مكافحة الإرهاب. وكان الطيران الروسي شن أولى غاراته الجوية في سوريا في 30 سبتمبر الماضي بعد موافقة الحكومة السورية وتمكن الجيش السوري بعد أسابيع من تلك الغارات من أن يحقق إنجازات هامة في ريف اللاذقية الشمالي وحماة (وسط سوريا) وريف حلب الشمالي.