اكد الجيش السوري تصميمه على طرد تنظيم الدولة من معقليها في سوريا، الرقة ودير الزور بعد اعلان سيطرته الكاملة على مدينة تدمر. واعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان نقله التلفزيون السوري ان "السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد تنظيم الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة". وذكرت القيادة العامة للجيش السوري أنها أحكمت سيطرتها الكاملة على مدينة تدمر في نصر وصفته بأنه يشكل ضربة قاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية "ولبداية اندحاره وتقهقره". وفي بيان أذاعه التلفزيون السوري، قالت القيادة العامة إن "إحكام السيطرة على تدمر يؤكد أن جيشنا الباسل بالتعاون مع الأصدقاء هو القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة على مكافحة الإرهاب واجتثاثه". وأضاف البيان أن "جيشنا الباسل بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وسلاحي الجو السوري والروسي سيواصل عملياته ضد تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية". وقالت وسائل إعلام سورية رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأحد ملحقة هزيمة كبيرة بتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على المدينة العام الماضي ونسف معابدها القديمة. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية قضت على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش في مدينة تدمر ودمرت آخر أوكارهم فيها". وأضاف أن "عناصر الهندسة قاموا بتمشيط مدينة تدمر بشكل كامل من الألغام والعبوات الناسفة". وقال المرصد السوري "لا تزال أصوات الاشتباكات مسموعة في شرق وشمال شرق مدينة تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي حيث تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها التي سيطرت على كامل المدينة". وأضاف أن الجزء الأكبر من مقاتلي الدولة الإسلامية انسحبوا وتراجعوا شرقا تاركين تدمر تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد. وبالنسبة لقوات الحكومة فان استعادة تدمر يفتح جزءا كبيرا من شرق سوريا الصحراوي الممتد إلى الحدود العراقية إلى الجنوب ومحافظتي دير الزور والرقة إلى الشرق الواقعتين تحت سيطرة الدولة الإسلامية. وجاءت استعادة المدينة بعد حملة دامت ثلاثة أسابيع شنتها القوات الحكومية بدعم من ضربات جوية روسية مكثفة. وقلب التدخل الروسي في مجريات الحرب السورية الموازين لصالح الأسد. وبرغم إعلان موسكو عن سحب معظم قواتها العسكرية قبل أسبوعين نفذت المقاتلات وطائرات الهليكوبتر الروسية عشرات الغارات الجوية يوميا على تدمر في ذروة الاشتباكات. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن 400 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في المعركة من أجل السيطرة على تدمر التي وصفها بأنها أكبر هزيمة للتنظيم منذ أن أعلن الخلافة في مناطق بسوريا والعراق يسيطر عليها منذ 2014. وتأتي خسارة تدمر بعد ثلاثة أشهر من طرد مقاتلي التنظيم من مدينة الرمادي العراقية في أول انتصار كبير للجيش العراقي منذ انهياره أمام هجوم المتشددين في جوان 2014. وذكر المرصد "أسفرت معارك تدمر التي استمرت إلى نحو 3 أسابيع عن مقتل ما لا يقل عن 400 من تنظيم الدولة الإسلامية وما لا يقل عن 180 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها". وتضم تدمر بعضا من أهم أطلال الإمبراطورية الرومانية. ونسف مقاتلو التنظيم العديد من الآثار هناك في العام الماضي لكن مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا قال لرويترز السبت أن مواقع أثرية أخرى ما زالت قائمة.