أكد الخبير الفرنسي في إضطرابات طيف التوحد الأستاذ فليب افرارد اليوم السبت بالجزائر العاصمة غياب تشخيص مبكر للمرض يتراوح بين 10 إلى 90 بالمائة من الحالات فضلا عن تسجيل أخطاء في نتائج ذلك الكشف . وأوضح الخبير الفرنسي في مداخلة قدمها خلال الندوة الدولية حول مرض التوحد التي تجري فعاليتها من 2 إلى 3 أبريل أن هذا المرض الذي ينتشر بمعدل 1 بالمائة في العالم يسجل غياب في التشخيص المبكر له بنسبة تتراوح بين 10 إلى 90 بالمائة ناهيك عن أخطاء في نتائج ذلك الكشف . ويعرف مرض التوحد بالعجز الذي يعيق تطوير المهارات الإجتماعية والتواصل اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي نتيجة إضطرابات عصبية تؤثر على طرق جمع المعلومات لدى الطفل المصاب ثم معالجتها بواسطة الدماغ محدثة مشكلات في المهارت الإجتماعية وعدم القدرة على الإرتباط وخلق علاقات مع الأفراد والقيام بتصور بناء كما تتسبب في بعض الأحيان في إعاقات معقدة جدا. ودعا الأستاذ افرارد إلى ضرورة الكشف المبكر والتكفل الجيد باضطرابات طيف التوحد الذي شهد ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة مما سيساعد على تحسين نوعية حياة المرضى وأسرهم . ويبقى العلم حتى الأن حسب الخبير الفرنسي عاجزا عن الكشف عن الأسباب الحقيقية لمرض التوحد مشيرا إلى ثلاثة إفتراضات ساهمت في ظهوره خلال السنوات الخيرة ويتعلق الأمر بتعرض الأم الحامل إلى "سيتو غلوفيروس"وتناولها لبعض الأدوية المضادة للصرع و الوضع قبل الآوان. وشدد بالمناسبة على ضرورة تبني إجماع طبي يتماشى مع الظروف الإجتماعية والثقافية والإقتصادية للوطن بغية وضع مخطط وطني أو جهوي لضمان تكفل جيد بالمريض. وكشفت رئيسة جمعية المصابين بمرض التوحد لولاية بومرداس صليحة غرناوت من جانبها عن إحصاء أكثر من 300 حالة بالجزائر بين سنتي 2012/ 2016 مؤكدة على أهمية تنظيم حملات تحسيسه لفائدة حاملي المرض والأولياء والمجتمع ككل لزرع الأمل لديهم. وقالت أن الأم هي الشخص الوحيد (قبل الطبيب) الذي يستطيع الكشف عن المرض منذ الأشهر الأولى لحياة الطفل من خلال عدم إستجابته للإشارات والإتصال معها بالإضافة إلى معاناته من إضطرابات في النوم والأكل والتواصل معتبرة أن التشخيص المبكر والتكفل الجيد إلى جانب إحاطة الطفل بدفء العائلة من بين العوامل التي تساعد على تحسين نوعية الحياة. وأكدت من جهة أخرى أم لشابة تعاني من مرض التوحد تبلغ 21 ربيعا تتابع دراستها بالطور الثانوي أن التكفل بإضطرابات طيف التوحد يستدعي بذل جهود عدة قطاعات معبرة عن أسفها للمضايقات التي تعيشها فئة المصابين نتيجة نظرة المجتمع التي تصفها بالمختلة عقليا. وثمنت في ذات السياق النشاطات الجوارية التي تقوم بها بعض الجمعيات التي ترافق أسر المرضى نفسيا لاغير.