تنظم كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية بجامعة عباس لغرور بخنشلة يومي 6 و7 ماي 2015، أيام خنشلة الثانية للصحة النفسية حول موضوع "التوحد.. إشكالية التواصل". ويأتي تنظيم هذا الملتقى من أجل تبادل الأفكار والتجارب بين مختصين جزائريين للوصول إلى بلورة استراتيجيات أكثر فاعلية للتكفل بالأطفال المصابين بهذا الاضطراب الصحي. يعتبر مرض التوحد في الجزائر مشكل صحة عمومية، وفي المقابل فهو غير معروف بصورة جيدة حتى أن هناك جهلا بطرق التكفل بالمصابين به، وهذا نتيجة لقلة الاهتمام بهذا المرض في كليات الطب ومعاهد علم النفس ومؤسسات التكوين شبه الطبي. بالرغم من زيادة نسبة انتشاره، فإذا اعتمدنا نسبة انتشار هذا المرض في العالم 1 من بين 1000 وطبقناها على الجزائر فإننا نسجل وجود حوالي 40.000 حالة ما بين أطفال ومراهقين في بلادنا، أكثرهم بدون علاج. ولعل من أكثر الأمور تعقيدا في هذا الاضطراب هو صعوبة التشخيص نظرا لاشتراك أعراضه مع أعراض التخلف أوالتأخر العقلي، وهذا الأخير هو الدافع الحقيقي للتقدم إلى الفحص والاستشفاء في مصالح الطب العقلي للأطفال، وعليه فدقة التشخيص تتوقف على الخبرة الطويلة للمختصين في مجال الطب العقلي للأطفال في ظل الحديث الآن عما يسمى ب«طيف التوحد" نظرا لتعدد أشكاله العيادية مع وجود علامات سيميولوجية دائمة متعلقة باضطرابات التوحد، لذلك تعتبر تناذرات التوحد اضطرابات نمائية شاملة تغزو النمو العقلي وتتلف كل السجلات الوظيفية للطفل، وتؤدي إلى قصور في العمليات العقلية، كما تمس عمليات التعلم والتواصل والتفاعلات الاجتماعية بدرجات متفاوتة. ويعني مصطلح التوحد الانطواء على الذات، ويعرف على أنه حالة ذهنية مبكرة تصيب الطفل، غالبا قبل سن الثالثة. ويظهر الجدول العيادي لهذا الاضطراب الانعزال التوحدي والبكم والحركات القوْلبية وهذا ما يستوجب ضرورة وجود تكفل نوعي خاص بكل طفل وبكل أسرة وليس فقط مجرد علاجات عرضية سواء كانت علاجات كيميائية أوعلاجات علائقية ونفس تربوية. سيشارك في هذا الملتقى خبراء جزائريون في الطب وفي علم النفس العيادي ومختصون في الأرطوفونيا وغيرهم، يناقشون خلال اليومين محاور مختلفة حول التوحد، منها معطيات حالية حول مرض التوحد في الجزائر، إضافة إلى محور حول توحد الراشد، وكذا الاهتمام بالتطلعات العلاجية والوقاية من هذا المرض، بالإضافة إلى مداخلات حرة وملصقات حول التوحد.