أكد اليوم الاثنين وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى بولاية عين الدفلى أن "العودة إلى أشكال الممارسة الدينية التي كان يقوم بها السلف قادرة على توحيد صفوفنا و تسمح لنا بمواجهة أي نوع من الانحراف". وأكد السيد عيسى لدى افتتاحه أشغال الطبعة الثانية للملتقى الدولي للمذهب المالكي الذي يناقش هذه السنة موضوع "الاتجاه الحديثي في المذهب المالكي" أن "الممارسات الدينية التي كان يقوم بها السلف شكلت على مدار التاريخ حصن منيع ضد كل محاولة لتقويض وحدة الأمة". "على غرار العديد من الدول الإسلامية تعد الجزائر محور بعض الدوائر الذين يحاولون بث الشك في مرجعيتها الدينية" مشددا في السياق على ضرورة "اليقظة و الحذر" لإحباط هذه المحاولات. وقال أنه "من الواضح منذ أن حرم هؤلاء الأطراف التي لديها دوافع خفية من بلوغ المساجد و الجامعات لجأت إلى شبكات التواصل الاجتماعي في محاولة منها لنقل رسائلها". وأوضح أن تنظيم هذا الملتقى من طرف وزارته يهدف إلى "تحصين" المجتمع ضد مختلف أشكال "الانحراف" لممارسة الشعائر الدينية. كما يهدف إلى المساهمة في الجهود المبذولة لضمان للشباب ممارسة شعائر الدين كما قام بها أسلافهم و بعيدا عن أي شكل من أشكال التطرف. وبعدما أكد أن المرجعية الدينية في الجزائر مستوحاة من المذهب المالكي أشار الوزير إلى أن هذه المدرسة مستوحاة هي الأخرى من السنة النبوية الشريفة وتعد واحدة من أسس الإسلام و تمارس في المدينةالمنورة (واحدة من المدن الثلاث المقدسة في الإسلام). وشدد على أن المذهب المالكي "هو مرادف للاعتدال و التوازن" مشيرا إلى أن هذا المذهب معتمد من طرف مجتمعات واسعة في المغرب العربي و إفريقيا. وبعدما أشاد ب"احترام و تقدير" الجزائر إلى العلماء أكد رئيس مركز "راشد" للإمارات العربية المتحدة مؤسس دار الجماعة لإعادة تأهيل التراث أحمد نور سيف الذي تدخل نيابة عن الضيوف الحاضرين والمحاضرين أن الغرض من هذا الاجتماع هو "رفع كل ما يتصل بالعلاقة بين المذهب المالكي والحديث (اقتباسات) عن الرسول صل الله عليه و سلم." من جهته أبدى والي الولاية كمال عباس قناعته في أن تعكس توصيات هذا الملتقى نوعية المحاضرات التي سيتم تقديمها مقدما في ذات السياق شكره لجميع من ساهم في إنجاح هذا الملتقى. كما عرف حفل افتتاح هذا الملتقى حضور كل من الوزير السابق للشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله و والي تيبازة عبد القادر قاضي المبادر الأول لهذه التظاهرة الدينية و العلمية حينما كان على رأس هذه الولاية. ويشارك في هذه التظاهرة التي تحتضنها دار الثقافة الأمير عبد القادر على مدار يومين كاملين جامعيون و باحثون قدموا من مختلف مناطق الوطن و العالم العربي. وقد تميزت أشغال الجلسة الصباحية بتقديم عدة مداخلات تناولت و بإسهاب موضوع الملتقى.