يحيي الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة وفي الشتات يوم الأحد الذكرى ال 68 للنكبة التي تصادف 15 مايو من كل سنة, وكلهم إصرارا على مواصلة النضال وتمسكهم بحقهم في العودة إلى أراضيهم التاريخية, التي هجروا منها عنوة من قبل الإحتلال الإسرائيلي في محاولة منه لطمس كل ما له علاقة بمعالم المجتمع السياسية والإقتصادية والحضارية. ويسترجع الفلسطينيون هذه الذكرى "الأليمة" في الوجدان العربي, حين قامت جماعات صهيونية باحتلال 78 بالمائة من الأراضي الفلسطينية في 15 مايو 1948 وتهجير نحو 800 ألف من اراضيهم, كما شهد هذا التاريخ رفع اسم فلسطين عن الخارطة السياسية والجغرافية, وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي, تنفيذا لوعد بلفور البريطاني وبدء الحرب العربية الإسرائيلية الأولى. النكبة تسببت في أكثر من ستة ملايين لاجئ تأتي هذه الذكرى لتؤرخ لأبشع الإعتداءات التي مورست في حق الشعب الفلسطيني وأرضه حيث تعرضت 531 قرية ومدينة فلسطينية للتطهير العرقي ودمرت بالكامل, ونفذ الإحتلال أكثر من 50 مذبحة موثقة بحق الفلسطينيين واستشهد منهم 15 الفا خلال المحنة, وكان عدد الفلسطينيين المقيمين في هذا الوقت نحو 4 ر1 مليون فلسطيني, هجر منهم 780 الفا خلال النكبة, فيما بقي 150 الفا في المناطق التي قامت عليها دولة الاحتلال (عرب 1948). وكان يسكن نحو 150 ألف بدوي فلسطيني في النقب في مدينة بئر السبع هاجروا إلى الاردن وقطاع غزةوالضفة الغربية ولم يبق سوى 9400 فلسطين جمعتهم إسرائيل في منطقة أطلق عليها اسم "السياج". ويقدر عدد عرب اسرائيل اليوم ب7ر 1 مليون نسمة ينحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام اسرائيل عام 1948. ويشكلون 20 بالمائة من السكان ويعانون من التمييز خصوصا في مجالي الوظائف والاسكان. العديد من الفعاليات لإحياء الذكرى تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا" وتشرف الجمعيات والمنظمات الفلسطينية ومن يساندهم من منظمات عالمية وإنسانية, على تنظيم فعاليات وأنشطة بهذه الذكرى الأليمة كي لا ينسى العالم فلسطين, حيث يتم إحياء ذكرى النكبة تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا" من خلال تنظيم فعاليات تشمل فلسطينيي الداخل والضفة الغربيةوغزة والشتات. وكان الآلاف من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 نظموا يوم الخميس الفارط مسيرة في قرية "سبالة المهجرة" في النقب وهي المرة الأولى التي تقام فيها المسيرة على أراضي النقب الفلسطيني. كما شهدت الأراضي المحتلة في 48 و 67 دعوات للخروج بمسيرات يوم غد الإثنين. وأعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة 68 زكريا الأغا عن فعاليات النكبة في جميع محافظاتفلسطين ومخيمات الشتات . وستنطلق مسيرة الضفة الغربية ومهرجانها المركزي يوم الثلاثاء من أمام ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وتنتهي عند ميدان ياسر عرفات بمهرجان مركزي سيتم من خلاله تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني التي لا زال يعيشها جراء تداعيات النكبة. حق عودة الفلسطينيين لن يسقط بالتقادم ترتكز أبرز فعاليات ذكرى"النكبة" على تسليم العديد من المذكرات لعدد من المؤسسات الدولية والعربية, وعلى رأسها هيئة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية تؤكد تجديد المطالبة بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وكان "حق العودة" قد عاد إلى الاستخدام بالتزامن مع مؤتمر السلام في مدريد عام 1991 , ومع اتجاه الوفود المشاركة في المفاوضات للبحث عن حل للصراع العربي الإسرائيلي, أعيد تسليط الضوء على قرار الأممالمتحدة رقم 194 الصادر عام 1949, والذي ينص على إعادة اللاجئين إلى المناطق التي طردوا منها في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى أو تعويضهم. وفي هذه الذكرى أكد سفير دولة فلسطين لدى الجزائر, لؤي عيسى, امس السبت استحالة تحقيق الاستقرار والسلم في العالم ومواجهة الإرهاب دون منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وعلى رأسها حق العودة. وشدد السيد عيسى, على أن "حق العودة حق فردي مقدس لايحق لأحد التنازل عنه وليس من حق أي منظومة دولية إنكاره" مشيرا إلى أن "الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والذي قدم التضحيات تلو التضحيات لن يقبل المقايضة أوالمساومة على حق العودة أو على أي حق من حقوقه وثوابته الوطنية وعلى رأسها دولته الفلسطينية بعاصمتها القدس". ومن جهتها, أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في قطاع غزة تشبثها وتمسكها بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية, وفي مقدمتها حق العودة باعتباره حقا طبيعيا ومقدسا, مشددة على أنها لن تسمح بتمرير أية محاولة للمس بالثوابت الوطنية ولن تقبل بأي بدائل أو مشاريع مشبوهة تنتقص من الحقوق الفلسطينية المشروعة.