رغم انقضاء 65 عاما على قيام العصابات الصهيونية بعمليات تهجير قسرية لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطق اللجوء والشتات، إلا أن من تبقى من هؤلاء لا زالوا متعلقين بذكريات الطفولة والشباب، التي قضوها في مدنهم وقراهم قبل التهجير. ويورث عددا منهم لأبناء أبنائه الحلم بالعودة في مخيم النصيرات أحد اكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، يقول المسن محمد صلاح، من قرية المغار، قضاء مدينة الرملة، أن شكل القرية وبيوتها ومزارعها لم تفارق مخيلته منذ أن رحل مع أسرته كباقي السكان تحت نيران العصابات الصهيونية التي هاجمت قريته يقول هذا المسن الذي يفوق عمره ال77 عاما، وقد خرج من القرية صغيرا، انه يأمل في يوم يرى فيه مكان سكنه الأول، وأرض والده وعائلته، ويشير بحسرة حين رجع بذكرياته إلى ما قبل الهجرة القسرية، إلى عمله وأسرته في زراعة الأرض وتربية قطيع من الماعز، وتحدث كثيرا عن موسم الرعي والحصاد كان الرجل يتحدث عن القرية وكأنها جلية أمام عينيه، وصف طرقها وحاراتها، وتحدثت كثيرا عن عائلاتها وهذا المسن حاله كحال مئات الآلاف الذين هجروا قسرا من المدن والقرى الفلسطينية إلى مناطق اللجوء في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان ولهذا الرجل الآن من الأبناء والأحفاد ما يفوق ال50 فردا، وعلاوة عن أسر إخوته الستة الذين فرّقهم اللجوء بين غزة ومخيمات الأردن، إذ يبلغ عددهم أكثر من مئة شخص، لكنه يؤكد أن أحفاده يعلمون أنهم من قرية تحتلها إسرائيل، وأن حلمهم بترك المخيم والعودة يجب أن ينتهي ويعرف عند اللاجئين مصطلح «حكايات البلاد»، وهي تلك القصص التي يحدثها الكبار عن حياتهم وأوضاعهم قبل الهجرة، لمن أنجبوا بعهدها مجمل الحكايات تروى قصص حياة شاقة، كانت تعتمد على الصناعات البدائية في الزراعة والأشغال، لكن من عايشها يرى أنها أفضل بكثير من الحياة الحالية التي سهلت أمورها التكنولوجيا، ومن أشهر «حكايات البلاد» قصص الهجرة، التي تروي خروج الفلسطينيين مشيا على الأقدام مئات الكيلو مترات ولأيام متواصلة من قراهم إلى مخيمات اللجوء وتروي الحاجة فاطمة من بلدة برير، وهي إحدى السيدات المسنات، أن هناك من النساء ومن هول الموقف نسين أبناءهن الأطفال، وعدن لأخذهم بعد قطعهن شوطا في مسيرة الهجرة، وتشير أيضا إلى أن لديها من «حكايات البلاد»، ما يمكنها من الاستمرار في الكلام لساعات طوال، ولم تزل هذه العجوز التي تجاوزت الثمانين من العمر تتذكر فرن الطين، ومحراث والدها اليدوي، وبيت العائلة المشيد من الطين أيضا، وطاحونة القمح ويطلق الفلسطينيون على عملية إخراجهم من أراضيهم في العام 1948، «النكبة»، ويطلقون على احتلال إسرائيل لباقي الأراضي الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967 «النكسة» وأجبرت العصابات الإسرائيلية نحو 750 ألف فلسطيني على ترك أكثر من 500 مدينة وقرية فلسطينية، واللجوء إلى غزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان، لكن عدد اللاجئين تضاعف كثيرا، ووصل الآن لنحو من 5.5 مليون لاجئ في العالم، يقيمون غالبيتهم في 58 مخيما للاجئين وخلال احتلال الأراضي الفلسطينية ارتكبت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت لاستشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة ويمثل اللاجئون الفلسطينيون النسبة الأكبر من السكان في قطاع غزة الساحلي، إذ يصل عددهم لنحو 1.2 مليون لاجئي، ويمثلون ما نسبته 70 بالمئة من السكان، وكان عددهم في العام 48 حوالي 200 ألف لاجئ، ويقيمون في ثماني مخيمات للاجئين ورغم التغييرات في المنطقة العربية على خلفية «ثورات الربيع»، إلا أن أمل اللاجئون الفلسطينيون لا زال معدوما من قدرة العرب على إعادة أراضيهم المحتلة من إسرائيل باستخدام القوة ويقول الدكتور نبيل الطهراوي وهو أكاديمي هاجرت عائلته من قرية برقة، انه لا يتوقع أن يحدث ذلك، مرجعا السبب إلى انشغال الدول العربية التي قل أنها دخلت مرحلة مخاض عسيرة في أمورها الداخلية وتتولى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا التي شكلت بعد النكبة مهام تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمة للاجئين في المناطق الخمس، وتشتكي هذه المنظمة الدولية في السنوات الأخيرة كثيرا من نقص عمليات تمويل مشاريعها وخدماتها وتروي مخيمات اللاجئين الشاهد الأساسي على النكبة، آلاف القصص المريرة التي تجسد حياة الفلسطينيين وملف اللاجئين من ضمن ملفات الحل النهائي المعقدة، التي ستبحث في حال أطلقت مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وينص القرار الدولي رقم 194 على إعطاء حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين الذين طروا من ديارهم، لكن إسرائيل ترفض إعادتهم إلى تلك الأراضي التي تحتلها والتي تبلغ أكثر من 85 بالمئة من أرض فلسطين التاريخية ولا زال هناك العديد من اللاجئين الفلسطينيين يحتفظون بأوراق ملكيتهم لأراضيهم المحتلة، وآخرون يحتفظون بمفاتيح قديمة لبيوتهم التي هجروا منها ودمرتها العصابات الصهيونية ويحيي الفلسطينيون كل عام ذكرى النكبة، من خلال مسيرات كبيرة ومؤتمرات، تؤكد في مجملها على حق العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها. فلسطين تحيي الذكرى ال65 للنكبة
انطلقت بمناسبة إحياء للذكرى ال65 للنكبة، فعاليات مختلفة في معظم أنحاء الضفة الغربية. وكانت البداية مع صفارة الحداد التي دعت الفلسطينيين إلى دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء. وأفادت مصادر صحفية في رام الله بأن مسيرة العودة خرجت في مدينة رام الله لتقطع المسافة من ضريح ياسر عرفات إلى ميدان عرفات. وانطلق في المدينة مهرجان يتضمن خطابات وعروضا كشفية وفعاليات أخرى. وإضافة إلى المعارض التي تقام في مختلف مدن الضفة، تجري مهرجانات كبيرة في الخليل وقلقيلية، بينما يقام المهرجان في نابلس أمام وكالة الغوث الدولية. وفي جنين يرسم ناشطون فلسطينيون بأجسادهم مفتاح العودة والرقم 65. وتمتد الفعاليات حتى ساعات المساء إذ من المقرر أن تخرج في عدة مدن مسيرات تحمل كل منها 65 مشعلا، بعدد السنوات التي مرت منذ عام النكبة. وقالت مصادر صحفية في غزة، إن الألوف اتجهوا منذ الصباح الباكر إلى ساحة الجندي المجهول، ومنها إلى مقر منظمة الأممالمتحدة احتجاجا على تجاهل طموحاتهم في العودة. وأشار المراسل إلى غياب الرايات الحزبية للمرة الأولى عن فعاليات إحياء ذكرى النكبة. ويبدو أن هذا تطور نوعي في رؤية الفصائل الفلسطينية للاحتفال بما يجمع ذاكرة الفلسطينيين. وقالت إن الفعاليات التي تجري على المستويات السياسية والثقافية والفنية هي رسالة تقول إنه حتى في أسوأ لحظات الضعف يجب ألا تسقط ذاكرة النكبة وحق العودة من الوعي الفلسطيني.
عباس يتمسك بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس في أي اتفاق سلام
شدّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ، عشية ذكرة نكبة 1948، على تمسكه بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس في أي اتفاق سلام مع إسرائيل. وقال الرئيس الفلسطيني في كلمة بثها تلفزيون فلسطين بمناسبة الذكرى الخامسة والستين للنكبة: «نتعاطى بكل إيجابية مع أي جهود دولية تفضي الى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967» وأضاف: «متمسكون بثوابتنا الوطنية المنسجمة مع الشرعية الدولية وهي قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأممالمتحدة رقم 194»، ودعا عباس إسرائيل إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وطالب عباس الدول العربية والإسلامية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية، في إشارة الى زيارة عدد من المسؤولين إلى قطاع غزة. وقال «نحرص على تنسيق مواقفنا مع الدول العربية الشقيقة دون استثناء ملتزمين بعدم التدخل في شؤونها الداخلية آملين عدم تدخلها في شؤوننا الداخلية إلا بما يخدم تحقيق وحدتنا على أساس القرارات والالتزامات الفلسطينية والعربية». وتابع الرئيس الفلسطيني: «لن نسمح بزج أبناء شعبنا في أية صراعات داخلية، فهذه سياستنا تجاه الوضع في سوريا اليوم، وهي كذلك في بقية الدول، عربية كانت أم غير عربية».
مستوطنون يحاولون اقتحام باحات الأقصى
حاول مستوطنون صباح امس، اقتحام باحات المسجد الأقصى في القدس من أجل إقامة صلوات توراتية في عيد نزول التوراة لدى اليهود «الشفوعوت»، ما دفع بالمصلين وطلاب العلم في الأقصى إلى التصدي لهم. وحاول أكثر من 60 مستوطنا اقتحام الباحات من باب المغاربة فيما اندلعت اشتباكات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي بعد محاولة عدد من المتطرفين اقتحام الأقصى عبر بابي حطة والملك فيصل. وأفاد مراسل «روسيا اليوم» في القدس بأن القوات الإسرائيلية أخرجت المستوطنين من المسجد الأقصى بعد الاشتباكات. ويأتي ذلك بالتزامن مع الذكرى ال65 لنكبة عام 1948، ودعوات الفلسطينيين الى التجمع في القدس لإحياء ذكرى النكبة. عضو متشدد في الكنيست يدعو الى مسيرات داخل الأقصى دعا عضو الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلين الذي يوصف ب«المتشدّد»، الى مسيرات داخل المسجد الأقصى لإقامة صلوات توراتية في عيد «الشفوعوت». وسيشارك فيجيلين يوم الخميس، في تجمع على جبل الزيتون تمهيدا للتوجه الى باحات الأقصى لأداء الصلوات هناك.
انطلاق فعاليات إحياء الذكرى ال65 للنكبة الفلسطينية
ذكرت مراسلة «روسيا اليوم» في رام الله ان المدن الفلسطينية بدأت اليوم الثلاثاء 14 ماي بتنظيم الفعاليات لاحياء ذكرى نكبة 1948 وذلك عشية الذكرى ال65 للنكبة، تلبية لدعوة اللجنة الوطنية العليا لاحياء ذكرى النكبة. وذكرت مراسلة «روسيا اليوم» في رام الله ان مسيرة نظمت في محيط مدينة القدس في منطقة العيزرية باتجاه الاراضي المصادرة والتي سميت مؤخرا بقرية احفاد يونس لتكريس حق العودة. وفي بيت لحم نظمت مسيرة سميت ب«مسيرة العودة» توجهت نحو احد الحواجز الاسرائيلية بهدف العودة الى القرى الفلسطينية المهجرة القريبة من المدينة وانتهت بمواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي.
مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي عند حاجز قلنديا
أفادت مراسلة "«روسيا اليوم» في رام الله باندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي أمس، عند حاجز قلنديا الفاصل بين رام اللهوالقدس. وأضافت المراسلة أنه لم ترد بعد أنباء عن وقوع جرحى في المواجهات التي اندلعت اثر إحياء الذكرى ال65 للنكبة. وأشارت المراسلة الى انطلاق مسيرة «العودة» من ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات باتجاه «ميدان عرفات» في رام الله. من جانبه، قال مدير مؤسسة الحق الفلسطينية شعوان جبارين لقناة «روسيا اليوم»، إن حق العودة هو من الحقوق الفلسطينية الذي لا يمكن التراجع عنه، وهو ثابت قانونيا.
حركتا حماس وفتح تعلنان تطبيق اتفاق المصالحة في غضون ثلاثة أشهر
اتفقت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم انتخابات متزامنة مع ذلك، وهما نقطتان اساسيتان في اتفاق المصالحة بين الحركتين، بحسبما اعلنت مصادر متطابقة. وتم التوصل الى الاتفاق خلال اجتماع عقد في مقر المخابرات المصرية بين مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الاحمد ونظيره في حركة حماس موسى ابو مرزوق. وقال عزام الاحمد لاذاعة صوت فلسطين «يتعين علينا اتخاذ اجراءات فورية للموافقة على القانون الانتخابي للمجلس الوطني الفلسطيني بالاضافة الى تحديد موعد للانتخابات».
واضاف «قلنا بانه يجب تنفيذ كافة الاجراءات في غضون ثلاثة اشهر». واكد المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري لوكالة «فرانس برس» انه تم الاتفاق بين الحركتين على انجاز جميع ملفات المصالحة خلال ثلاثة اشهر بما فيها حكومة الوحدة الوطنية والتحضير لانجاز ملف الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني. من جهته، قال امين سر المجلس الثوري لحركة فتح امين مقبول انه تم الاتفاق على تأجيل اصدار المرسومين اللذين يفترض ان يصدرهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول تشكيل الحكومة واجراء انتخابات تشريعية. وقال مقبول «ما تم الاتفاق عليه هو استمرار المشاورات لانجاز القوانين الخاصة بالانتخابات بما لا يزيد عن ثلاثة اشهر حتى يتسنى للرئيس اصدار مرسومين للانتخابات وتشكيل الحكومة». وكان عباس اعلن في 27 من أفريل الماضي إطلاق مشاورات لتشكيل حكومة جديدة عقب استقالة رئيس وزرائه سلام فياض في 13 من أفريل الماضي. وابرم اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة في 27 أفريل 2011 الا ان معظم بنوده ظلت حبرا على ورق.