دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية, نور الدين بدوي, يوم الخميس من باماكو الى تجنيد كل الطاقات لقطع "السبل" أمام الجماعات الارهابية و"استئصال" التنظيمات الإجرامية التي تسعى الى المساس بأمن المنطقة. وقال السيد بدوي في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة ال12 للجنة الثنائية الحدودية الجزائرية-المالية التي ترأسها مناصفة مع نظيره المالي, أنه "يجب تجنيد كافة طاقاتنا لقطع السبل أمام الجماعات الإرهابية واستئصال التنظيمات الارهابية التي تسعى الى المساس بأمن المنطقة". وبعد ان عبر عن ارتياحه لجودة التعاون الثنائي والجهوي بين البلدين لاسيما --كما قال-- على مستوى هيئة الأركان العملياتية المشتركة ووحدة الاتصال التنسيق, أكد أن الأعمال الإرهابية والهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر والتهريب "تشكل التهديدات والأخطار التي تزعزع أمن واستقرار الحدود وتعترض تنقل الأشخاص والممتلكات وتشل اقتصاد المنطقة". وأشار في هذا السياق الى أن الجماعات الارهابية والتنظيمات الإجرامية "تغتنم فرصة غياب المؤسسات وهشاشة المعابر الحدودية, كما تستغل أيضا اضطراب سكانها لجعلهم قابلين للتأثير وعرضة للاديولوجيات المتطرفة". وشدد في نفس الاطار على ضرورة "جعل الحدود بين البلدين عاملا للتقارب والتعاون في شتى المجالات", مذكرا بان المقاربة الأمنية في تأمين الحدود "لا يجب أن تكون الخيار الوحيد الذي يعول عليه لاجتثات الإرهاب", معتبرا أن الفقر والإقصاء والتهميش من ضمن العوامل التي تغذي الإرهاب وباقي أشكال الإجرام. وأوضح أنه يتعين على البلدين "العمل على تكثيف الجهود التي تمكن من مكافحة الفقر والتخلف لاسيما على المناطق الحدودية المشتركة التي تشكل تحديا معقدا", داعيا في نفس السياق الى "منح سكان المناطق الحدودية خاصة فئة الشباب مستقبلا أفضل من خلال اقتراح حلول في شكل مبادرات تستجيب لاحتياجات سكان هذه المناطق وتخفف من قلققهم ويأسهم بالاضافة الى تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمكين سكانها من الاستفادة من التعليم والتكوين المهني والصحة". وشدد السيد بدوي أن المبادرات المقترحة "يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مواصلة الجهود المبدولة في اطار مكافحة فعالة للجريمة المنظمة العابرة للأوطان, وكذا تطوير آلية لتنسيق تسيير الحدود من خلال تبادل المعلومات وضمان الاستغلال الأمثل للشريط الحدودي لمنع تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة وكذا تشجيع تجارة المقايضة وإحياء الفعاليات المشتركة وتحفيز المقاولين الاقتصادين على المشاركة فيها". كما يجب أن تأخذ المبادرات بعين الاعتبار --حسب السيد بدوي-- "إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال الحرف والصناعات التقليدية واطلاق برامج التبادل الثقافي والرياضي بين سكان حدود البلدين". وخلص السيد بدوي الى القول ان الجزائر "على يقين أن اللجنة الثنائية الحدودية تبقى الإطار الأمثل لتثمين المبادرات وتنسيق الجهود المشتركة الرامية لمواجهة التحديات المشتركة واتخاذ القرارات اللازمة لترقية وتحسين الظروف المعيشية لسكان الحدود".