شدد وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف اليوم الاثنين بالبليدة على تكوين اليد العاملة المختصة لتسيير التجهيزات الصحية المتطورة التي جهزت المستشفيات الجزائرية بها. وأكد الوزير خلال زيارة العمل و التفقد التي قام بها إلى المركز الاستشفائي الجامعي فرانز فانون بالبليدة أنه "بات من الضروري الآن تكوين مختصين في تسيير أجهزة عصرية كلفت الدولة مبالغ ضخمة في سبيل تحسين التكفل الصحي بالمرضى وخاصة بذوي الحالات المستعصية". وجاء إلحاح الوزير على جانب التكوين بعدما لاحظ أن الأجهزة العصرية التي اقتناها هذا المركز الاستشفائي تتطلب يد عاملة متخصصة لتسييرها مثل جهاز إجراء عمليات جراحية على القلب بواسطة المنظار بدون التدخل المباشر عليه و هو الجهاز الذي تدعمت به مصلحة جراحة القلب مؤخرا و الذي يعتبر الوحيد على المستوى الوطني حتى الآن. هذا بالإضافة إلى الجهاز الذي تعززت به مصلحة الأشعة و الذي يمكن بفضله علاج الجلطة الدماغية وتسريح انسداد الأوعية المؤدية إلى المخ عن طريق تقنية عصرية إلكترونية في غاية الدقة وهو أيضا الوحيد حتى اليوم ليس على مستوى الجزائر فحسب بل على مستوى إفريقيا حسب الشروحات المقدمة للوزير. وسيسمح هذا الجهاز من آخر طراز التكنولوجيا الطبية الذي كلف خزينة الدولة مبلغ يزيد عن 126 مليون دينار و الذي دخل حيز الخدمة في 5 أبريل من السنة الحالية بعلاج المرضى المصابين بعاهات المخ المستعصية بهذا المركز الاستشفائي وبالتالي ربح المصاريف بالعملة الصعبة المترتبة عن علاجهم بالخارج. وفي هذا الخصوص و بهدف تثمين هذه الخدمة الصحية التي تتطلب مبالغ ضخمة في تسييرها طلب مسؤولو هذه المصلحة من الوزير التدخل لدى وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي من أجل إمكانية الاستفادة من تلك الأموال المسترجعة "مقابل العلاج بالخارج" عن طريق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وبمركز مكافحة السرطان تفقد الوزير المسرعين الجديدين اللذين تدعم بهما المركز ليصبح هذا الأخير يعمل بثلاث مسرعات وهو ما يسمح --كما أكد الوزير-- بتقليص مواعيد العلاج الإشعاعي للمصابين بداء السرطان وتوفير لهم أريحية صحية مشيرا في هذا الخصوص بالخطوات العملاقة التي قطعتها البلاد للتكفل بهؤلاء المرضى من خلال فتح العديد من المراكز عبر التراب الوطني. وقام السيد بوضياف خلال زيارته بتدشين مصلحة طب الأورام و اطلع على مشروع توسعة مصلحة طب الأنف و الأذن والحنجرة الذي أضحى جاهزا لاستغلاله قريبا و كذا مشروع انجاز المصلحة الجديدة لجراحة القلب و الشريان الذي سيسلم في فبراير المقبل و مشروع إنجاز مستشفى الزهايمر الذي بلغت نسبة إنجازه حتى الآن 75 بالمائة على أن يسلم --حسب المقاول القائم على الإنجاز-- في سبتمبر القادم.