يعرض عدد من الفنانين الجزائريين والأجانب بقصر الثقافة "مفدي زكريا" بالجزائر العاصمة أزيد من 200 لوحة فنية في الخط العربي والمنمنمات مبدعين من خلالها في استحضار جماليات وأساليب أهم مدارسهما الفنية في العالم. فنانون من أزيد من 20 بلدا إفريقيا وأوروبيا وآسيويا قدموا بهذا المعرض الجماعي المنظم في إطار مهرجان الجزائر الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة إبداعات رائدة في الخط العربي تنوعت بين فنون الخط الكلاسيكي التي أحسن خطاطوها في تشكيلها وبين "الحروفية" المعاصرة التي تركت للزائرين مجالا واسعا للتأمل وحرية كبيرة في التأويل. لوحات مميزة في خط الثلث الجلي أبدع التركي يلماز توران في تصميمها على خلفيات مزخرفة عكست آيات قرآنية تمجد الخالق وأخرى في "النستعليق" أحسن الإيراني أمير أحمد فلسفي في تشكيلها بالإضافة لابداعات أخرى غيرها على غرار لوحة الجزائري قاسي كريم في الكوفي المربع المتناظر. وكان للخط المغربي المعروفة به البلدان المغاربية والشمال إفريقية عموما نصيب من المعرض رغم حشمة حضوره مقارنة ببقية الخطوط المشرقية حيث قدم الجزائريان بودراف محمد وبناي محمد السعيد أعمالا في نوع المبسوط في حين عرض المغربي عبد الرحيم قولين إبداعاته في نوع المجوهر. ولم تغب الحروفية المعاصرة عن هذه التظاهرة حيث قدم بعض الفنانين أعمالا جميلة جمعت بين روحانية الحروف وموسيقاها وبين تجريد التشكيل وتعبيريته على غرار أعمال الجزائريين المقبض صالح ورضا جمعي. ورغم طغيان الخط العربي على أجنحة المعرض إلا أن المنمنمات كان لها حضور أيضا من خلال لوحات رائعة قادمة من تركيا والهند وإيران تم تقديمها وفق مقاربات جمعت بين الجمال والدقة والإبداع في توظيف الخطوط والألوان ورسم الشخصيات والمناظر وتجسيد الأفكار والإيحاءات. ولعل من أبرز المنمنمات التي عكست رؤى فنية جد إبداعية أعمال الهندي سيسوديا مهندرا سينغ التي جسد عبرها الحياة الريفية والدينية في بعض مناطق بلاده ولوحات الإيراني سياد فتحي رضا التي عكست بدورها الحياة اليومية الإيرانية في حين قدم التركي أويصال أيس عملا رائعا عكس حياة الأتراك وتاريخهم وثقافتهم. وأعرب الخطاط الجزائري امحمد سفر باتي الذي يشارك بلوحتين في خطي الثلث والنسخ عن إعجابه "الكبير" بمستوى هذه التظاهرة خصوصا أعمال الفنانين الجزائريين والأتراك سواء كانت إبداعاتهم في الخطوط الكلاسيكية أو في الحروفية المعاصرة. وأعربت من جهتها فنانة المنمنمات التركية أويكو أوزر التي تحضر لأول مرة للجزائر عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في هذا المهرجان الذي جمع فنانين "مبدعين" من مختلف بلدان العالم مضيفة أن أعمالها المعروضة تعكس خصوصا التعايش والتنوع الديني والثقافي في بلادها تركيا. وتستمر فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة الذي يشارك فيه 116 فنان من 23 بلدا بالإضافة للجزائر- إلى غاية 27 سبتمبر الجاري بتنظيم العديد من الورشات والمحاضرات.