يقدم الخطاط الجزائري الطيب لعيدي 42 لوحة خط عربي تنتمي إلى الحروفية المعاصرة في معرضه المقام حاليا بالمتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالجزائر وإلى غاية 18 مايو القادم، وهي أعمال شملت في أغلبها تجربة 2014. ارتكزت لوحات لعيدي على الألوان الغامقة في معضمها، وبوصفها أعمال تنتمي إلى الحروفية المعاصرة فقد تجاوزت الخط الكلاسيكي واحتفت في الكثير منها بالخط الديواني والفارسي اللذين يمنحا حرية أكبر. اعتمدت أغلب لوحات طيب لعيدي على الانسيابية فلا توجد أشكال هندسية أوحادة في اللوحات إلا فيما ندر، حيث استخدم الخط الكوفي مرة واحدة. وشكل حضور الخط المغاربي كخلفية لبعض اللوحات، ولكن وجوده مثل وجود خط الثلث كان دقيقا، وهو واحد من رهانات الخطأ في لوحاته التي ضمنها أكثر من حجم وخط في آن على غرار الكثير من الحروفيات المعاصرة. في لوحة وحيدة لجأ الخطاط إلى استخدام الزخرفة والتي بدا وجودها أقرب إلى التجربة من كونه خيارا فنيا مقصودا، وربما يمكن التخلي عن العمود المزخرف دون أن يحدث فراغا. ويستعيد الخطاط الضوء في تسع لوحات عندما يميل إلى الأوان المضيئة أكثر من غيرها، وهي أعمال عرضت إلى جانب بعضها وكأنها متتالية خطية أنجزت في الفترة ذاتها. يبرز طيب لعيدي في أعماله الأخيرة أكثر رمزية، حيث تحتاج اللوحات إلى وقت لتأملها وقراءتها وتذوق كل أسرارها، بل إن بعض اللوحات بدت مفتوحة وكأنها مشروع أو دعوة للمتلقي لاكمالها. طيب لعيدي خطاط جزائري تمكن في سنة 2013 من التتويج بجائزة دبي الثقافية في الفن التشكيلي بالامارات العربية المتحدة، بالاضافة إلى مجموعة جوائز ومشاركات دولية نال جوائز وتكريمات وطنية. يشتغل لعيدي على تنشيط العديد من الورشات التكوينية وهو باحث في تقنية الرسم بالرمل وقد تخرج سنة 1992 كأستاذ للفن التشكيلي وصدرله سنة 2014 كتاب بعنوان "عطش" ضم لوحاته الحروفية ومقتطفات من شعر الأمير عبد القادر.