جدد الوزير الأول، عبد المالك سلال، اليوم الثلاثاء بالجزار العاصمة حرص الجزائر الدائم على إرساء روح حقيقية للحوار و التشاور بين مختلف الفاعلين في مجال الطاقة الجهوي و العالمي، مبرزا أنه هذا المسعى أوضحه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة منذ 2004 . و في كلمة له في إفتتاح الإجتماع الوزاري ال15 للمنتدى الدولي للطاقة، قال السيد سلال أنه "لم تظهر هذه الحاجة إلى الحوار و التفاهم المتبادل بصفة ملحة أكثر من بداية القرن الحالي الذي يشهد مفارقة عجيبة"، موضحا انه "من جهة نجد معرفة كاملة برهانات العالم و تحدياته و سرعة غير مسبوقة في تنقل الأشخاص و المعلومات و قدرات بشرية بلغ تطورها الذروة و في مقابل ذلك نسجل عجزا محبطا على إفشاء السلام و انتشال شعوب كاملة من البؤس و إعادة بعث الإقتصاد العالمي الذي يواجه صعوبات مزمنة و تشييد بيتنا المشترك كي نتركه في حالة مقبولة لأبنائنا". و تابع قائلا "في هذا العالم المضطرب و الغامض الافق علينا رفض الإستسلام و النظر إلى المستقبل بتفاؤل و اصرار"، مؤكدا أن المنتدى "رسالة أمل ستساهم بالتأكيد في دفع مناخ الثقة" لأن الامر--كما قال--يتعلق بإجتماع هام من شأنه توضيح الرؤية و دعم إستقرار الاسعار و رفع نمو الاقتصاد العالمي و من ثم العمل من اجل رفاهية سكان العالم. و أبرز السيد سلال أن هذا الاجتماع ينعقد و السوق البترولي "يدخل سنة ثالثة من الإنكماش و التدهور الكبير" للأسعار بسبب الإختلال المزمن بين العرض و الطلب، مشددا على أن هذا الوضع "لايخدم مصالح أي دولة في العالم". و أكد الوزير الأول وجوب أن يتمكن المنتجون من عرض سلعهم في "إطار مستقر يضمن عائدا كافيا لتغطية إستثماراتهم و تنشيط النمو الاقتصادي و التنمية الاجتماعية"، مضيفا أنه من جهة اخرى "سيؤمن المستهلكون تموينهم على المدى المتوسط و البعيد إذا انتهجوا سياسة طاقة واضحة تسمح للمنتجين بتحديد أحسن لاستثماراتهم و تجنب تقلبات سوق غير ناضج". في سياق متصل، شدد السيد سلال على أن الجزائر تناضل من أجل سعر "عادل معقول" يسمح بإعادة الإستثمار في سلسلة الطاقة و تثمين الإنتاج و تأمين تموين المستهلكين و الحفاظ على استقرار الأسواق، مشيرا إلى أنه "يجب على الفاعلين الرئيسيين في مجال الطاقة الوصول إلى اتفاق حول مستويات الانتاج على نحو يسمح بتقويم مستدام للأسعار". ودعا إلى التفكير في سبل و وسائل جديدة لدفع الحوار العالمي للطاقة، مؤكدا أن هذا الإجتماع سانحة للتشاور و بدء التقارب نحو آفاق شاملة و دائمة، مجددا أن الجزائر لن تدخر أي جهد في هذا الإتجاه.