توقعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) اليوم الخميس ان تحافظ أسواق الغذاء على "توازنها عموما" في 2017 في ظل الانخفاض والاستقرار النسبي في أسعار السلع الزراعية مؤكدة تسجيل ارتفاع مؤشر أسعار المنتجات الغذائية في سبتمبر ب 10 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وأوضحت المنظمة الاممية في تقرير "توقعات الغذاء" ان مؤشر أسعار المنتجات الغذائية الاساسية للمنظمة زاد في سبتمبر ب 10 في المائة مقارنة بالشهر ذاته من السنة الفارطة وب9ر2 في المائة مقارنة بمستوياته في أغسطس وهو ارتفاع بمتوسط 170،9 نقطة. وأضافت في تقرير لها انها تتوقع أن تنخفض قيمة فاتورة استيراد المواد الغذائية عبر العالم إلى أدنى مستوى لها في 6 سنوات نتيجة للتوقعات بانخفاض أسعار الغذاء خاصة الحبوب الأساسية. وحسب الفاو جاء ارتفاع مؤشر الاسعار في سبتمبر مدفوعا بزيادة شهرية قدرها 8ر13 بالمائة بالنسبة لمؤشر أسعار منتجات الألبان ويعود ذلك جزئيا نتيجة لقفزة حادة في أسعار الزبدة والتي يستفيد منها المصدرون في الاتحاد الأوروبي حيث انتاج الألبان آخذ في الانخفاض. وارتفع متوسط مؤشر أسعار السكر بنسبة 7ر6 بالمائة مقارنة بالمستوى المسجل في أغسطس نتيجة الأحوال الجوية السيئة في مناطق الإنتاج الرئيسية في جنوب وسط البرازيل. وبالمقابل، تتجه أسعار الحبوب نحو مزيد من الانخفاض في ظل العرض الضخم المتوقع، حيث انخفضت الأسعار الآجلة للقمح والذرة على مؤشر مجلس شيكاغو للتجارة بأكثر من 16 بالمائة منذ بداية العام في حين وصلت أسعار الأرز إلى أدنى مستوى لها منذ أوائل عام 2008. وبحسب الفاو من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الحبوب في عام 2016 إلى 2569 مليون طن بزيادة قدرها 5ر1 بالمائة عن العام السابق ما يكفي لمواصلة تعزيز المخزونات الحالية. كما رفعت "الفاو" توقعاتها للإنتاج العالمي من القمح إلى 742.4 مليون طن في ظل ارتفاع الانتاج في الهندوالولاياتالمتحدة وروسيا الذي من المتوقع أن يتجاوز انتاج الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر مصدر للقمح في العالم. كما يتوقع أن يصل حجم استهلاك القمح إلى 730.5 مليون طن بما يشمل الارتفاع المتوقع في استخدام القمح الأقل جودة لإطعام الحيوانات. وتترقب "الفاو" زيادة الإنتاج العالمي من الأرز للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات بنسبة 3ر1 بالمائة ليصل أعلى مستوى له على الإطلاق عند مستوى 497.8 مليون طن مدعوما بالأمطار الموسمية الوفيرة التي عمت أنحاء مختلفة من قارة آسيا بالإضافة إلى الزيادات الكبيرة في إنتاج أفريقيا. كما يشهد الانتاج العالمي من الحبوب الخشنة ارتفاعا بنسبة 8ر1 بالمائة على أساس سنوي مدعوما بمستويات قياسية من الإنتاج في الولاياتالمتحدة والأرجنتين والهند. وقد تنخفض القيمة الإجمالية لمستوردات الغذاء بالدولار الأمريكي-وفقا للفاو- بنسبة 11 بالمائة خلال 2016 لتسجل 1.168 تريليون دولار في ظل انخفاض فاتورة مستوردات المنتجات الحيوانية والمواد الغذائية المرتكزة على الحبوب بشكل يعوض عن الارتفاع الحاصل في فاتورة واردات الأسماك والفواكه والخضروات والزيوت والسكر على وجه التحديد. أما بالنسبة لقطاع الثروة الحيوانية فمن المتوقع أن تستعيد أسواق الألبان التوازن في عام 2016 بعد فترة طويلة من فائض في المعروض إلا ان أسعار الألبان شهدت أكبر ارتفاع شهري منذ سنوات عديدة نتيجة محدودية توافر الحليب في الاتحاد الأوروبي. ويساهم الركود في الإنتاج العالمي من اللحوم خلال 2016 والمترافق مع ارتفاع الطلب العالمي خاصة من أسواق شرق آسيا في تحسين أسعار اللحوم. وفي الوقت نفسه، يتوقع أن يرتفع إنتاج العالم من الأسماك بنسبة 8ر1 بالمائة وهو أقل من المعتاد ليصل إلى 174 مليون طن حيث يتوقع أن ارتفاع إنتاج تربية الأحياء المائية بنسبة 5 بالمائة وانخفاض إنتاج الأسماك التي يتم صيدها في البحار والمحيطات بنسبة 9ر0 بالمائة ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثير ظاهرة النينو على السمك الأزرق في المحيط الهادئ وأسماك الأنشوجة (البلم) والحبار.