يستقر عشرة أخصائيين جزائريين في طب الأمراض العقلية كل سنة في الخارج وهذا من مجموع زهاء مائة يتم تكوينهم من قبل الجامعة الجزائرية حسبما أفاد به اليوم الخميس بوهران رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأمراض العقلية البروفيسور فريد كاشا. وأبرز هذا الأخصائي على هامش المؤتمر الفرنسي المغاربي ال35 لطب الأمراض العقلية الذي افتتح اليوم الخميس بوهران أن هذه الوضعية ترجع إلى نقص الأخصائيين في طب الأمراض العقلية في هذه البلدان الأجنبية الأمر الذي يسهل إستقرار الأطباء الجزائريين والحصول على مناصب عمل بدون صعوبة مثلما هو الشأن في فرنسا. ومن جهة أخرى تبرر هذه الهجرة بأسباب داخلية ناتجة أساسا عن "عدم القيام بتعيينات بشكل جيد أحيانا وتنظيم عمل لا يحترم فائدة الأطباء الأخصائيين الشباب ولا تكوينهم" وفق البروفيسور كاشا. ومن جهته أشار رئيس الجمعية الجزائرية للأخصائيين في طب الأمراض العقلية الخواص البروفيسور فريد بوشان إلى أن عدد الأخصائيين الجزائريين في طب الأمراض العقلية المقيمين في فرنسا يقدر من 500 مقابل 550 طبيب في القطاع الخاص في هذا المجال على المستوى الوطني. "لقد انخفضت الهجرة إلى الخارج بشكل محسوس مقارنة مع سنوات 1900 و2000" وفق ذات الأخصائي الذي أضاف أن الوضع الحالي يعد بعيدا عن المغادرة المكثفة المسجلة خلال هذه الفترة. وعلى صعيد آخر أبرز المدير السابق للمركز المتعاون مع المنظمة العالمية للصحة حول الصحة العقلية للدار البيضاء (المغرب) إدريس موساوي بأن الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة في البلدان المغاربية (الجزائر والمغرب وتونس) أظهرت أن 20 بالمائة من النساء اللواتي يلدن يصبن بالاكتئاب لما بعد الولادة. وأكد على ضرورة القيام بحملات لتحسيس النساء وأسرهن حول هذه المشكلات النفسية التي غالبا ما تعتبر "نزوة" وأخطارها على صحة الأم والطفل. وردا على سؤال حول تطور الانهيار العصبي في المجتمعات المغاربية أوضح نفس الأخصائي أنه يمس ربع السكان مضيفا أنه يسجل نفس التطور الذي تعرفه بقية بلدان العالم. وقد حضر زهاء 400 مشارك من الوطن والخارج في هذه الطبعة ال35 للمؤتمر الفرنسي المغاربي لطب الأمراض العقلية. وقد وجهت الدعوة للحضور إلى التفكير حول ما ينبغي القيام به اليوم لبناء طب الأمراض العقلية للغد مثلما أشارت إليه رئيسة المؤتمر البروفيسور دليلة بن مسعود.